د. ندين سهيل حسن حيدر
كنا خمسة اخوات وأنا أوسطهم وكان لنا أخ أكبر حنون وعطوف يحبنا جميعا ولكنني كنت الأقرب الى قلبه وطبعة. كنت أفهمه ويفهمني بالأنفاس.
أخواتي كانوا بأربعة طباع مختلفة يجمعهم الطيبة والصدق والتواضع والحنان وأنا. نعم كنت صلة الوصل بينهم وهم كانوا صلة وصلي بالفرح والحياة.
كنت أفرح لمجرد ان أستلم خاتم بلاستيكي من أختي سندريلا ليس لأجل الهدية بل لأنّ ذوقها راقي وسأشعر بأنني الليدي ديانافالخاتم هدية من صاحبة الذوق الرفيع. كنت أحب سندريلا حبا لا يوصف وأخاف عليها لأنّها رقيقة وحنونة وسهلة التأثر. كنت أدافع عنها بشراسة أمام من يحاول ازعاجها مع أنني أزعجتها يوماً واحداً لا غير اختلفنا يوماً على تزيين باب غرفتنا بلونها الليلكي المفضل فهي دوماً كالأميرات تحب ألوان الرقة والأناقة.
أختي الكبرى كانت ملكتي بالأخلاق والترفّع عن الصغائر والحكمة وكانت أيضا صاحبة ذوق ملكي فلا يعجبها الا أثمن المقتنيات. كانت تشع فرحاً وحياة أحببت كل شيء يجمعني فيها وكل حديث ونصيحة وكانت مثلي عصبية وشرسة في الدفاع عن الحق.
أخواتي نعمة.
أختي السمراء الجميلة رقم ٤ بوكاهانتس كانت نسخة عني تحب الحياة والسلاسة والسهولة والسلام وتحبني لم أذكر يوماً أننا اختلفنا فنحن الأثنتين روحاً واحدة كان كل ما يحزنني يحزنها وفرحها أول أبواب سعادتي.
والصغرى المدلله الهنية مرسول السعادة والحب والوسيط الطيب بيننا كانت تحبنا بجنون وتخاف على رابطتنا وتحاول دائماً أن نستمتع بكل ما حولنا حتى المصاعب والمشاكل وكانت الفشكولة الوحيدة بيننا وكم كنا نضحك على أمور تستفز حبنا للتنظيم تفعلها لتضحكنا.
كان أجمل ما يجمعنا الصدق لم نكذب يوماً ولم نعرف مشاعر الحقد والغيرة أبداً.
لم أذكر يوماً ان احدانا اشترت أي شيء بدون موافقة مسبقة من الجميع ولماذا؟ لأننا جميعنا سنجلب نفس الأغراض ونستمتع بها سوياً.
وأخي الطيب كانت تلمع عيناه ويضحك دوما على ما نحن عليه من الحب والترابط وكنا جميعاً نخبره بما يجمعنا من الأمور التي لا تقاس بزمان ولا مكان.
محبتنا كانت عابرة للزمن.
ويوما ما دخلت ثعبان كبيرة الى بيتنا كنت قد حاولت أقتلاع اسنانها السامة بعد أن عثرت عليها في حديقتنا يوما.
ركنت بحانب سرير أحبّتي.
النهاية
Discussion about this post