” في عالم مليء بالهواتف الذكية والرسائل النصية الغامضة ، وقعت أنا ، النعمة الطافحة بالذكاء والجمال ، في فخ ” الفوز بجائزة ” ، لم تكن تلك الرسالة الغامضة التي وصلتني عبر هاتفي الذكي سوى بداية مغامرة غريبة وساخرة .
كانت الرسالة تخبرني بأنني فزت بمبلغ مالي كبير ، وكأن السماء قد هطلت علي بحقيبة ممتلئة بالدولارات ، لكن بينما كنت أتأمل في تخيلاتي الرائعة عن كيفية إنفاق تلك الثروة الوفيرة ، جاءت الشكوك لتخيم على فرحتي ، “هل أنا بالفعل الرابحة ” أم أنها محاولة مبتكرة للنصب والاحتيال ؟ كانت تلك الأسئلة تدور في ذهني وكأنها فيلم كوميدي سخيف” .
في عصر تتسابق فيه التكنولوجيا بلا هوادة ، حيث الهواتف الذكية تتفنن في تقديم خدماتها مابين التقاط الصور بدقة متحفية والتحدث إلى أصدقاء يقبعون على الجانب الآخر من الكوكب ، ورؤية من نحادثهم على الشاشات ، نجد أنفسنا في مواجهة ظاهرة غريبة تتمثل في ” الفوز في مسابقات لم نشترك بها أبدا “.
فما أن تستيقظ من نومك حتى تجد هاتفك قد استقبل رسالة تهنئك بفوزك بمبلغ ضخم لم تحلم به حتى في أعتى أحلامك ، وكل ماهو مطلوب منك هو إرسال بعض المعلومات الشخصية البسيطة ليتم تحويل الجائزة الخيالية إلى حسابك المصرفي ، ياله من عرض سخي ، ياله من عالم رقمي معطاء .
لكن قبل أن تسرع في تصديق هذه الخيرات الوفيرة ، تذكرأن المحتالين يعيشون أيضا في هذا العصر التكنولوجي ، وهم يتفننون في صياغة أساليب جديدة للنصب والإحتيال . إذ لطالما علمنا التاريخ أن كلمات مثل “مجانا ” و”فزت” تحمل في طياتها غاليا معنى لآخر هو “احذر”.
في زماننا هذا ، أصبح الهاتف النقال بمثابة صندوق باندورا، فبمجرد فتحه قد تتناثر منه العجائب والغرائب ، وربما الويلات كذلك . إلا أننا لم نحتسب يوما أن هذا الصندوق قد يدر علينا مكالمات ورسائل من محتالين يختبئون خلف أقنعة الجود والكرم .
في نهاية المطاف ، لا بد أن نعترف بأن جدتنا التي لم تكن تعرف هذه التكنولوجيا ، كانت على حق عندما قالت ” لا يأتي المال بسهولة “.
” بنهاية اليوم ، تعلمت أن الحيطة خير من الندم ، وعلى الرغم من أنني قد اكتشفت أن الرسالة كانت محاولة للاحتيال ، إلا أن الدرس القيم الذي اكتسبته كان أكثر قيمة من أي جائزة مالية . فأنا الآن أدرك أهمية التحقق والحذر في عالم مليء بالمغامرات الافتراضية .
لذا دعونا نكون محسني الظن ، ولكن لنكن أيضا حذرين ومتيقظين في التعامل مع الرسائل الغامضة والعروض المثيرة للشك . فالحذر والذكاء هما الدروع الفعالة التي تحمينا من فخ النصابين وتساعدنا في البقاء آمنين في عالم الأنترنيت المتغير باستمرار.
وهكذا انتهت مغامرتي الساخرة في عالم الجوائز الوهمية والرسائل الاحتيالية . لا تكونوا ضحايا للنصابين الرقميين ، بل كونوا أبطالا يتحدون الخطر بحكمة وفكاهة ، دائما متأهبين لمواجهة التحديات في طريقنا في هذا العالم الرقمي ..”.
ربيعة بوزناد
Discussion about this post