وكنت أبدو كمن لا يدركه البكاء
والصّبر يعصمه
وهو في لجّ الدّمع يغرق ،
إذ للشّجن وجوه شتّى
أوّلها تغييب طيفي عن تفاصيل يومك،
آخرها حزن بالجملة
وكثير من البكاء .
يحدث أن تنفطر كبد السّماء ،
أحرث اللّيل بطريقة خارقة ،
أجعل كلماتي المكتئة
يرقصن على انغام حارقة ..
أنهل من وجد ، كلّما فاض زاد ،
عار هذا القلب إلّا من هيام وشغب
أتأزّر بالدّهشة
لا عجب !!
أرعى ودّا ينمو في الوريد .
أحمل في كفّي روحا توعّكت ،
أعجز أمرها الحكماء
وما أسعفها نصر الله ،
أرقيها بمحصّنات السّلام
وبألف دعاء مقدّس
تمطر به السّماء
يؤمّن خلفي ألف حافظ مستتر
آه …!! كيف أنسى ؟!
كيف يغيب عن فمي التّعبير !؟
وأنا والبوح من ذات الرّحم
وبوحي أصيل ، ذو حسب
وطيف روحي يتلو علنا قصائد سهد
كتبتها منذ الأزل
وقد فتك بي الخيال
وأوحى لي الصّبر ما أوحى
احتسي عنب البوح
أغري به الوجع
أنسج من انوثتي أشرعة
عصيّة عن قسوة العواصف
اشيّد حدائق من جلنّار
ممدودا شروقها
تضيء عالما آخر
ليس له من دونها ستر
اذوب وحدي وجدا
أنشد في قلبك خلودا
وأعلم أنّ كلّ شيء فان
ويبقى وجه ربّك
وشرائع المحبّة .
بقلم الشاعرة
روضة بوسليمي / تونس
Discussion about this post