بقلم سنيا الفرجاني
تونس
الأكثر تكرارا في أحلامي،
وجهك.
لكني لا أعرفك
من أنت أيها المرابط في النوم
تبيع التوت تحت شجرته في الطريق التي أسلكها للميناء؟
من دفعك إلى الغرف المظلمة في رأسي لتفتح أضواءها حين يشتد الليل في البيت؟
هل التقينا قرب حديقة بوذا في الصيف الذي مضى ؟
أم كنت مع المتدافعين لرؤية الحوت المطرود من البحر؟
لا أتذكر أني رأيتك في منعطفات الحياة
أسير بسرعة مفرطة عادة
لا أحدق بالمارة
ولا أبحث عن اللاجئين إلى الوقت.
البارحة كنت ملفتا كثيرا وأنت تعبر من ضفة الطريق اليمنى إلى اليسرى
كنت مذعورا ا كغريب
ومضطربا كظل في العاصفة.
سمعت رجال شرطة يتسربون إلى النعاس ويبحثون في كل جزء منه
حتى تحت أجنحة الطيور
في لوحة معلقة بالصالون.
كنت قلقة.
هل تعرفني؟
من أنت؟
لماذا تركت الموازين وصناديق التوت
وقطعت الليل إلى نصفين؟
لم أتمكن من جمع الحدود حين استفقت،
تبلل نعلي بماء الغلال التي فسدت
فسالت مياهها على الإسفلت.
سرت ملتصقة بجدار المقهى الجديد
خائفة
من الصباح
ومن تحايا الوافدين إليه.
لم تكن قريبا من النهار
ولا من الأفكار التي تتلاشى ببطء
لكني أعرف وجهك
أعرفه تماما
الأكثر تكرارا في أحلامي
والأكثر غيابا.
Discussion about this post