سعيد العكيشي/اليمن
الطفل الذي تسلق جدار الزمن
الطاعن بقدمين حافين, لازال
عالقا هناك,
الطفل الذي خذلته أحلامه,
خذله,التعليم ,المجتمع,
أثقلت كاهله الخيبات,
لفظته الحياة إلي خارج أسوارها,
الطفل الذين تخلى عن أحلامه
يمم صوب الحرب,
ترك لأمه الكثير من الحزن والقليل
من النوم,
ترك لأبيه حشرجة غصه دائمة
في صدره,
الطفل الذي يبتسم بمرارة كل صباح,
كلما أيقن أنه لازال على قيد الحياة,
الطفل الذي رأى آلهة الحرب في الدم
المسفوح, ولم يجد الأحجية لينتقد
عبثيتها,
الطفل الذي تسلق جبلا وعرا,
كان مدججا بالسلاح, يرافقه خوفه
,وشعور الغموض الذي يكتنفه,
عند وصوله قمة الجبل المطل
على المدينة ليلا,
تحسس رأسه, تنفس نفسا طويلا,
اجتاحه الحنين لأمه, وأبيه, ورفقائه,
للمزارع, والأشجار,
ألقى نظرة طويلة للمدينة الصامتة,
رأى نوافذ البيوت أقمارا آفلة,
رأى الأشباح تطل برؤوسها من الشرفات,
الطفل الذي تذكر أسراب الجنائز
اليوميه المتجهة صوب المقابر, ومع
كل جنازة يودع جزء من قلبه,
الطفل الذي كان قد تخلى عن أحلامه
في وقت سابق, قرر أن يستعيدها,
رغم أنف الحرب, ورغم انف الحياة البائسة,
حين قال: أحجارا, وما في باطن هذه الجبال,
ممكن أن تبني مدن ووطن,
لكن كيف؟.
Discussion about this post