بقلم : سلمى صوفاناتي
تمتاز الموسيقا عن غيرها بأنها تتسم بالثراء اللحني الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بتركيبة المقطوعة الموسيقية فكرة ومضمونا .. كما أنها تذخر بالكثير من القوالب الآلية والغنائية المتنوعة ( قالب موسيقي آلي ) ، المونولوج ، والديالوج والسماعي والبشرف ( قالب موسيقي آلي ) ،واللونجا ( قالب موسيقي تركي ) والطقطوقة والموشح ، ناهيك عن القوالب الحرة التي تسمح للمؤلف الموسيقي العربي العمل بها جميعا .. ويمتاز عمل الملحن الموسيقي بالقدرة على كتابة النوتة الموسيقية الكلاسيكية بأي شكل . بما في ذلك الموسيقى الصوتية ( المغني أو جوقة ) وموسيقى الآلات والموسيقى الالكترونية والموسيقى التي تجمع عدة عدة أشكال .
ونظرا لأسلوب العزف الشائع الذي كان تقليدا لدى الملحنين . فقد شاع تلاصق الأصوات الموسيقية في الجمل اللحنية .. وندرة القفزات الصوتية المفاجأة لأن تنفيذها يحتاج إلى مهارة خاصة في العزف تخرج عن إطار العزف الكلاسيكي على بعض الآلات .. إضافة إلى أدراك الملحنين أن الألحان ستغنى من قبل أصوات لم تتدرب أصلا على قفزات صوتية مفاجئة في الغناء العربي وهو ماخالفته اسمهان عندما فاجأت الجميع عام 1940 بأدائها المذهل دون تدريبات لرائعة القصبجي ياطيور .. وغيرها مما جاد به كبار ملحني الزمن الجميل
وهذا مايجعلني أقول : إن كان ( نيل أرمسترونغ ) أول رائد فضاء أمريكي ، وأول شخص صعد على سطح القمر .. فإن هناك عمالقة ونجوم تمكنوا من التحليق نحو القمة .. فكانوا امتدادا للسابقين .. وأول السباقين في سماء الفن والنجومية .. وعلى متن خشبة مسرح الحمراء بمدينة دمشق .. أحيت فرقة الشام التراثية بقيادة المايسترو رفيق طلعت حفلا فنيا جماهيريا .. شارك فيه في مجال الغناء : المطرب زياد قطان والمطربة كاترين حمزة .. وجاد على الآلات الموسيقية الأساتذة ..
بسام خسرف ، سماء الدين ، مأمون مرعشلي ، علي إدريس ، راجي ، عماد حريرة ، عامر قاسو ، بشار أبو شامة ، عبد الستار عتمة ، علاء الباشا ، محمود منصور ، وكان في الكورال جمانة حلواني ، سامر صقر ، أريج ، داني ..
وسط حضور جماهيري غفير ، كان من بين الحضور الأستاذ نزيه الخوري مستشار وزيرة الثقافة ، فراس حوشان رئيس فرع دمشق لنقابة الفنانين ، رياض خوري عضو مجلس فرع ريف دمشق لنقابة الفنانين ..
وقد صرح طلعت قائلا : في الوقت الذي كان فيه فن الأوبريت فرصة لإظهار بعض ملامح الموسيقار الشاب فريد الأطرش والتي كانت أكبر من أن تتجلى في الأغنيات القصيرة وحسب .. إنما كانت فرصة لإطلاق مهاراته في التعبير الموسيقي الدرامي وتنوع الميلودي والإيقاع .. واستخدام أكبر عدد من الآلات الموسيقية المألوفة وغير المألوفة وإعداد الأوركستراسيون الهائل .. إضافة إلى أنه كان يتنقل في بعض ألحانه إلى أكثر من سبع مقامات موسيقية بآن واحد .. وهذا بحد ذاته إعجاز موسيقي جعله يمزج بين الشكل العالمي للموسيقا والشكل الدرامي ..
يتابع قائلا : انطلقت الفرقة منذ حوالي 20 عاما وبقيت متمسكة بعروبتها وأصالتها وهويتها .. الغاية من ذلك هو الحفاظ على الموروث الفني الذي خلدته قامات سامقة .. من عمالقة الزمن الجميل .. وتعريف الأجيال القادمة بهذه القامات ..
أمسية اليوم كانت تخليدا لذكرى الموسيقار الراحل فريد الأطرش .. والأسطورة اسمهان .. وتم اختيار عدة أغاني .. حبينا ( مقام الحجاز ) ياحبايبي ياغايبين ( بياتي ) بقى عايز تنساني ( حجاز ) ياسلام على حبي وحبك من مقام الراست . لكتب عاوراق الشجر ( بياتي ) كوبليه أول همسة ( حجاز كارد كرد ) يلي هواك من مقام الأصيل . ياديرتي ( مقام الهزام ) طقطوقة أنا اللي استاهل من مقام الراست . يابدع الورد ( بياتي ) ليالي الأنس ( مقام البيان ) الذي يمزج بين الحزن والفرح والحنين ..
Discussion about this post