أستيقظ كل يوم باكراً أطمئنُّ على أنفاس أمِّي المريضة
وأتلو على مسمعها تعويذةً من نصوص السَّياب تحملها على متن زورقٍ إلى دجلة.. تمرُّ بالبصرة حيث تركت ذكرياتها وأحلامها وتبعت غوايةَ الفرات.. تخلع فقرها وأمراضها وتعود إلى مسقط رأسها طفلةً، فأضمن بذلك بقاءها على قيد الحياة ريثما أعود من عملي.
أذهب إلى المدرسة تطوُّعاً لأقصَّ على طلابي قصصَ الصَّعاليك وأتوسَّم فيهم جيلاً صعلوكاً شريفاً.
أمرُّ في طريق عودتي بجيراني الفقراء أوزع عليهم أرغفةَ شعرٍ معجونةً بالأنفة والكرامة تسدُّ رمقهم حتَّى ينضج موسمُ القمح المنتظر.
أزور أصدقائي الحالمين أطالع لوحاتهم الجريحة ونثريَّاتهم النَّازفة.. أساعدهم في تنميقها وأطمئنُّ أن الإنسانيَّة بألف خير.
عند المساء أجلس منهكةً أجمع دموع النَّاس في محبرتي وأتفرغ لعملي الأحب؛ كتابة قصيدة مترفة.
…….
نور الموصلي
Discussion about this post