بقعــــــــة ضــــوء ..
الشـــــباب العــــــربي …
بين مطرقــة التهميش ، وســــندان سلب الارادة
بقلـــــــم :
لميــــاء العامريــة
احلام تتبدد ، وافكار ورؤى خلاقة كمياه نهر عذب تصب في مالح بحر أجاج ..
تهميش وابعاد عن مراكز صنع القرار … الفئة الاكبر في المجتمعات العربية مما تعدّ الدول العربية من الدول الشابة التي يمكن ان تقود عجلة النهوض والتطور في البلاد ، في حين ان الواقع العربي يفرض صور مخزية من التخلف عن الدول المتقدمة والمتطورة رغم قلة نسبة الشباب فيها ..
وصورة على عجل لواقع الحكومات العربية منذ نهايات الحرب العالمية الثانية والى يومنا هذا اشبه بمجموعة من المتسلطين على زمام السلطات السيادية الثلاث وما دونها وكـأنها مُلكا متوارثا حتى وان تغيرت الانظمة والحكومات بفعل انقلاب عسكري او ثورة قادها الشباب وقدموا فيها عظيم التضحيات ليأتي الكهول الآمنين حين احتدام الاوضاع ليتسلموا السلطات السيادية على طبق من ذهب ثم يصدعون العقول والرؤوس بخطابات زائفة رنانة بعيدة كل البعد عن التطبيق بل العمل عكس ما جاء في خطاباتهم من اعطاء الاولوية للاهتمام بالشباب كثروة حقيقية يجب اغتنامها للمساهمة في دفع عجلة التقدم والنهوض اذا ما اتيحت لهم الفرص والامكانات الضرورية لإبراز طاقاتهم الهائلة تجعل منهم قادة النهوض بالواقع الحضاري والعلمي ..
وتتسع الهوة الفكرية ، وحجم الصراع بين الاجيال التي فشلت في تسلطها منذ عقود دون ان تحقق خطوات ملموسة تنهض بواقع البلاد وبين اجيال شابة حرمت من الوصول الى مواقع صنع القرار والتغيير ، والامثلة في بلادنا العربية كثيرة والاحداث والمتغيرات التي قادت العديد من الدول نحو مستقبل خطير ومجهول كانت نتيجة حتمية لتنامي وتوسع الهوة بين الاجيال .. ولم تعد الشعارات الفارغة تجدي نفعا بعد فقدانها المصداقية وانعدام الثقة بروّادها ، مما يؤدي الى ضياع هذه الطاقات بعد ان لاقت الاهمال والتهميش وسلب الارادة للتعبير عن الرؤى والافكار التي تحاربها المؤسسات السيادية خوفا من وصولها لمراكز صنع القرار ..
والصراع بين الاجيال ليس على مستوى الدولة وفئة الشباب ، بل يتضح اكثر بين افراد المجتمع الواحد وفي نواته الاولى الا وهي العائلة .. فما كان من رؤى وافكار ما قبل قرن من الزمن لا يمكن ان يتلائم مع رؤى ومتغيرات وطريقة تفكير جيل الشباب المعاصر في ظل التحديات والمتغيرات التي تواجه العالم اجمع .. فمحاربة الطاقات الشابة وتهميشها ومحاولات سلب اراداتها حتما سيؤدي الى تنامي العنف المجتمعي والاسري وضياع القيم وتغير السلوكيات ما يخلق نوع من التباعد والكراهية بين افراد المجتمع الواحد ما يدفعهم للتحول من طاقة بناء ونهوض الى منظومة هدم وافتعال الازمات وخلق حالة عدم الاستقرار والتوازن المجتمعي ..
وقد يرى الكثير ان الشباب ليسوا قادرين ولا مؤهلين للتدرج القيادي او السيادي ، وهنا تصبح هذه الطاقات عرضة للشعور بالاحباط والضياع اذ تبقى طاقاتهم حبيسة افكار تتذرع بالحكمة والوصاية ما يدفع بالكفاءات الشابة للهجرة وهذا يعني هدر خطير لتلك الطاقات وتصبح النتيجة الحتمية والتي تعاني منها الشعوب العربية هو تخلف وضياع اوطاننا ضياعا لا نهوض بعده اذا ما تخلت عن اداة النهوض والبناء الا وهي الطاقات الشابة …
ومن المؤسف بمكان ان نجد العديد من رؤساء دول امريكا اللاتينية هم من اصول عربية شابة وكفوءة كالبرازيل والارجنتين والسلفادور وغيرها ، ونجد العديد من النساء من تسنمت مناصب وزارية ومراكز قيادية ورئاسة برلمان وغيره وهنّ من اصول عربية واحداهنّ بعمر الخامسة والعشرين …!!!!!
الا يدعو ذلك لاعادة النظر ومنح الشباب الفرص لابراز طاقاتهم وامكاناتهم .. الم يحن الوقت للتخلي عن المطامع الشخصية لتنهض بلداننا وتكون في مصاف الدول المتقدمة ؟ ام ان تخلف اممنا غاية ووسيلة وما غير ذلك ليس سوى شعارات وفقاعات هواء ، ومحض هراء لا يغني ولا يسمن من جوع …. ؟؟؟؟
Discussion about this post