تضيقُ كثقبِ إبرةٍ
تضيقُ بلا إطارٍ، أو نافذة
وليسَ ثمَّة مفتاحٌ يعرفُ الطريقَ إلى قلب العالم
إلى دورةِ الأيدي العاملةِ،
وصيانةِ الدمِ مِن التجلُّط
إلى الشاعرِ الذي يَقفُ مُشوَّشًا مثلَ رادارٍ يَنطقُ بإحداثياتِ الموتِ وهُو يتخطَّى الأربعينَ منزعجًا من فشلٍ بديهيٍ يرَاهُ يتسع أمامَه كبؤرةِ ضوء
عالقٌ مثلَ طيرٍ فقدَ الشجرةَ التي كانت تَستقبل هتَافَهُ
لكنه طيرٌ على أيةِ حَال
قَد يَستطيع يومًا ما..
وَهذه المفاتيحُ التي أبتغيها ليست في جوجل.
عزيزي جوجل أعرفُ كمَّ مشاغلكَ اليومية
بلاييينُ البشرِ يَسألونَكَ، وأنت تُجيب على أتفهِ الأشياء
حتى وإن كانت العناوينُ قديمةً، أو أصبحتْ مشاعًا وغيرَ دقيقة
أو أقفلت شبابيكهَا، وخرجتْ رسالتُكَ المزعجةُ لهم
لن أسألكَ أنَا الآخرُ عَن مفتَاحي
ما أريدهُ ليس في طوعك وإرادتك
ثم أن مفاتيحكَ رقميةٌ، لا تصدأ..
ربما فقط نُعاني من النسيانِ فَنضطرُ لأشياءٍ تعلمهَا جيدًا
وفي الآخير قَد نَفقد كلَّ شيء
وأنسى أنني عَالقٌ في الأرضِ..
التي تشيأتْ جدرانا، ومطباتٍ، وقراراتٍ سقيمةً
وأبوابًا لا نقدرُ على الاقترابِ من مفاتيحها.
هُو وَهمٌ بالتأكيدِ نُريدُ أن نجعلَهُ حقيقةً
أو حقيقةٌ لا تَجد صلاحيةَ بَعثهَا مِن اللامرئي إلى الحياة.
كما تعلم سيد جوجل
هي تضيقُ كثقبِ إبرة..!
وهذه الكافُ الزائدةُ، شاحنةُ نقلٍ ثقيلةٌ
كتلةٌ صَمَّاءٌ للتعريفِ بأقربِ الأشباهِ
وليسَ هناك مفتاحٌ يَعرفُ الطريقَ إلى قلبِ العالم.
بقلم
هاني عويد
Discussion about this post