و تأتين نحوى كنور الصّباحِ
و تنأيْن عنِّي كشمس الغُروبِ
فلطفا بعقلي أيا كلّ عقلي
و قلبا تمنَّيْتُ دون القلوبِ
فذا الفكر يلهو بنسج الخيالِ
و ذا الدَّمع يهمي كقطرٍ سَكُوبِ
عزفتِ بقلبي كلحن المساءِ
عرفتُ السَّعادة رغم الخُطوبِ
عشقتُ الجمال بوجه الحبيبِ
و لون الزهور و نفح الطُّيوبِ
غرام نما و احتمى بالضّلوع
و حلم تسلّل بين الثُّقوبِ
رياح الصَّبابة تلهو بفكري
تسافر بالحلم نحو الجنوبِ
لِواحات نخل و كثبان رملٍ
بحبّ روى النّفس بعد النّضوبِ
فما بالك اليوم تنأيْن عنِّي
تُصيبين صدري بشتّى العطوبِ
و يحتار عقل العليل المعنى
بشطْحات ظبْيِ الطَّليق اللَّعوبِ
أضعتِ الفؤاد بدنيا العذابِ
و غاب الدَّليل بتلك الدُّروبِ
دروبَ الضَّياع ، دروب العناء
و ريح الشَّقاء الكثير الهبوبِ
تهب الاعاصير تمتدُّ نحوي
و ترمي لهيبا سريع النُّشوبِ
الا فلتكوني طبيبا لجرحي
فتشفين قلبي الكثير النُّدوبِ
فإني برغم الجفا آملٌ
و قلبي فسيحٌ لكلِّ القلوبِ
أرى الحلم من ناظريَّ قريبا
كأنِّي عليم بما في الغُيوبِ
كما النُّور يأتي بُعَيْدَ الظَّلامِ
فحتما تعودين بعد الهروبِ
الشاعر التونسي
الحبيب المبروك الزيطاري
نابل في 20 أفريل 2024
الساعة العاشرة ليلا
Discussion about this post