كتب … خطاب معوض خطاب
وقائع أكبر رشوة علنية في مصر
حكاية شارع عبد العزيز مع توريث حكم مصر والخلع منه
في سنة 1870 تم انشاء ذلك الشارع الشهير المعروف بوسط مدينة القاهرة، والذي يمتد في قلب العاصمة من ميدان الجمهورية أو عابدين سابقا إلى ميدان العتبة ويعد واحدا من أهم الشوارع التجارية في مصر، حيث يأتيه المئات والآلاف يوميا بسبب الشهرة الكبيرة التي اكتسبها على مر السنين، والتي بدأت مع تأسيس أهم وأشهر معالمه وهو محل عمر أفندي الذي تأسس في البداية تحت اسم أوروزدي حيث يروى أن أوروزدي هذا كان ضابطا مجريا وهو مؤسس ذلك المتجر الذي تحول اسمه إلى عمر أفندي بعدما اشتراه أحد أثرياء اليهود المصريين.
واشتهر الشارع في البداية بتجارة الأثاث وكان زبائنه من طبقة الأثرياء والوجهاء لأن جميع قطع الأثاث المعروضة بمحلات الشارع كانت مستوردة من الخارج وغالية الثمن، ثم تحول الشارع بعد ذلك من تجارة الأثاث إلى تجارة الأجهزة والأدوات الكهربائية قبل أن يصبح حاليا إلى أكبر مركز في مصر لتجارة الأجهزة المحمولة الجديدة والمستعملة، وفي أواخر مارس 1863 قام الخليفة العثماني السلطان عبد العزيز الأول بزيارة مصر، واهتم الخديو إسماعيل بتلك الزيارة اهتماما خاصا وكبيرا، حيث قدم الهدايا الفخيمة للسلطان وأنفق الكثير لتجميل القاهرة أثناء الزيارة وانتوى شق شارع كبير يصل ما بين ميدان العتبة وميدان عابدين حيث مقر الحكم وأطلق عليه اسم السلطان عبد العزيز.
وقد أراد الخديو إسماعيل أن يستثمر ويستغل تلك الزيارة التي تعب وأنفق من أجلها الكثير بأن يجعلها فرصة لإستصدار فرمان من السلطان العثماني عبد العزيز الأول يقضي بتعديل نظام توريث الحكم في مصر، والذي كان يقضي بانتقال السلطة إلى أكبر أفراد أسرة الوالي محمد علي باشا، وجعلها تنتقل إلى الأمير محمد توفيق باشا أكبر أبناء الخديو إسماعيل، وبالفعل حدث ما كانت تصبو إليه نفس الخديو إسماعيل، وصدر فرمان من السلطان بجعل وراثة الحكم في أكبر أبنائه هو فقط دون باقي ذرية محمد علي باشا.
والجدير بالذكر أن ذلك الفرمان قد أغضب الكثيرين من أمراء الأسرة العلوية مثل الأمير عبد الحليم أصغر أولاد محمد علي الذي نفاه الخديو إسماعيل إلى الأستانة، كما أن الأميرة خوشيار هانم والدة إسماعيل نفسه قد غضبت من أجل ابنها الأمير مصطفى فاضل شقيق إسماعيل الذي أُبْعِدَ عن العرش ليحل محله الأمير محمد توفيق الذي كان يوصف بالغباء والجهل، والمثير أن إسماعيل لم يأبه لغضب واعتراضات أفراد الأسرة العلوية، والأكثر إثارة أن الدائرة قد دارت عليه حيث تم خلعه وعزله عن حكم مصر في سنة 1879 وتولية ابنه محمد توفيق باشا مكانه، وذلك بعد مرور ما يقرب من 3 سنوات على خلع السلطان عبد العزير الأول المسمى الشارع على اسمه وتولية السلطان مراد الخامس الحكم بدلا منه.
Discussion about this post