بقعــــــــة ضـــــــوء ..
ظاهرة انتشار التردي الثقافي والاعلامي
في بلــــــــدان العالــم الثالـــث
بقلــــــم :
لميــــاء العامريــة
الظاهرة الاخذة بالاتساع وعلى نحو مقلق وخطير هو ظاهرة اكتظاظ الساحة الادبية بكمٍّ هائل من الطارئين على الشعر والادب بكل اجناسه سواء فيما ينسبونه للشعر او الفن النثري .. فانتشار ظاهرة شعراء قصيدة النثر اساء كثيرا لجنس النثر وذلك لجهل الكثير بفن الكتابة حتى وان كانت نثرا ..
قصيدة النثر التي برز العديد من الشعراء الكبار الذين ابدعوا فيها وعكست عمق تجربتهم الفكرية والادبية لها ميزاتها المهنية والفنية والترميزية وعمقها المعنوي واللفظي لما توفره من مساحات جمالية وابداعية ومساحات من ايصال الفكرة والغاية والهدف والمضمون ..
غير ان الكثير ممن يجهل اصول وقواعد فن الكتابة والصياغة والبناء اللفظي والتركيب اللغوي شرع بالكتابة وكانها مجرد جمل مركبة عموديا وهي لا تعدو ان تكون موضوعا انشائيا لطلبة المرحلة المتوسطة
والمؤسف له هو طباعة ونشر كتاباتهم الى جانب دواوين كبار واساطين الشعر العربي .. والانكى من ذلك توجيه الدعوات لهم للمشاركة في ملتقيات ومهرجانات شعرية هنا وهناك ما يدل على حجم التردي الذي وصلت اليه بعض المنظمات او المؤسسات التي يطلق عليها بالثقافية وذلك منعطف خطير يودي بالثقافة الفكرية والادبية الى الحضيض ..
ومن اسباب انتشار هذه الظاهرة والرداءة هو الثورة التكنولوجية والانتشار الهائل لمواقع التواصل الاجتماعي واتساع مساحات الالقاب الوهمية التي تشيد بهذا ( النموذج ) او تلك وفي الحقيقة الكل يضحك على الكل تحت طائلة الجهل والوهم ..
نجد هذه الظاهرة اخذة في الاتساع وعلى وجه الخصوص في الدول العربية والنامية .. ما يدل على ان الشخصية المعاصرة مشبعة بالوهم واخطرها وهم الثقافة واتقان فن الكتابة في ظل غياب كامل من الرقابة التي يجب ان تلتزمها وزارات الثقافة واتحادات الادباء الرسمية ..
الامر الاخر الذي اثر سلبا على الارتقاء الثقافي والادبي هو ضعف وانعدام العناصر الاعلامية المحترفة سواء في الاعلام المقروء او المرئي او المسموع
اذ بدأت في السنوات العشر الاخيرة ظاهرة تهميش المختصين في حقل الاعلام وهيمنة بعض الادباء والفنانين على الاعلام سواء المرئي او المقروء ما يحرم عدد كبير من المتأهلين دراسيا ومهنيا في حقل الاعلام والصحافة من مزاولة عملهم المتخصص .. اذ نجد ذاك الاديب او الشاعر او الفنان يتقمص دور الاذاعي ومقدم البرامج والمحاور في اللقاءات وصياغة الاخبار والتغطية الاعلامية وربما حتى في الاعداد والمونتاج والتصميم وغيره وهذا يدور ايضا في حقلي الصحافة والعمل الاذاعي ..
ان العمل الاعلامي يتطلب التأهيل العلمي والمهني والتخصصي لمختلف متطلبات العمل الاعلامي ككتابة المقال وصياغة الخبر والاعداد المهني للتغطية الاعلامية او اللقاءات المتعددة والحوارات وفق اسلوب اكاديمي عالي الدقة ، وليس كما الت اليه الحال من تردّي ثقافي واعلامي تنعكس اثاره السلبية على المجتمع ومستوى التقدم والتطور والرقي في البلاد ..
وقد آن ان تقوم الجهات الرقابية المعنية سواء في وزارة الثقافة والاعلام واتحادات الادباء والكتّاب والكليات الاكاديمية المتخصصة بالاعلام والصحافة ان تأخذ دورها فقد بلغ السيل الزبى .
Discussion about this post