الرسالة الأولى
ريان!
هل حقاً؟!
غَدا العالم كلهُ فارغاً حتى من الهواء. أطللت من بين غَمَار البشر؛ لأصبح نائية أتَنَعَّمَ بمعزوفة النسيان، نسيان ذاتي، أراك تبتسم؛ لتشعرني ابتسامتك الحالمة أنَّ رُكام الجليد الذي كانَ يحول بيننا قد إِنْصَهَرَ. أَصَابَني شعور مُنْهَمِر مَأْهُول بالوجع والحلم، انتظرتُكَ كقطرةِ ندى تُقِيم في إحدى الأزهار وتَتَرَقَّب ظهور الشمس؛ كي تولد من جديد. خُيّلَ لي للحظةٍ أننّي في لُجَّة أسئلتي وإِرْتِبَاكِ من حقيقةِ وجودك أمامي. الآن أَبْصَرَتُكَ تبتسم لي، ابتسامة اختصرت جميع الأجوبة التي أنتظرها. إِنْسَلَّت علي لحظات أَضْحي كل شئ يبدو كأنه حلم غريب، كانت كثافة الأيام تسقط خلف كُلّ خطوةٍ أرْتَقِيها نحوك. كنت أصرخ عبر مساحات قلبي، التقينا صُدفة في ممرات الحياة؛ لتَتَوارَي من أمام عيني في لحظةٍ ويعود كُلّ شيءٍ كما كان، ضجيج البشر من حولي بات مسموعاً من جديد، ظللت تائه اتخبط في افكاري! هل كُنتَ أنتَ حقًا من رأيت؟!
هل كُنتَ هنا حقاً؟ لكنْ كيف تأتي اليمن لمصر؟ عُدتُ لمنزلي مشتتة لا أعلم هل كُنتَ حقيقةً أم خيال، هرعت لهاتفي؛ أتأكد كيف يمكن أن تكون هنا فوجدت صورةً على صفحتك وأنت في معرض القاهرة الدولي للكتاب، حينها زال الشّك وتأكدت بأنك هُنا. اذاً لم أكن اتوّهم رؤيتكَ!
كأنني لازلتُ هُناك وأنت أمام عيناي، الإشتياق واللّهفة يغمُرَان قلبي، نبضات قلبي المتتابعة المضطربة لا يمكنني تهدئتها، بل إنَّ التوتر قد بلغ مني مبلغ العقل بالجسد. والآن أتساءل هل يمكن أن يكون هذا أول الطريق؟!
سارة شرقاوي
Discussion about this post