يُعد المقال الصحفي شكلاً من أشكال الكتابة الهامة في طرح رؤى الكاتب حول حدثٍ ما ، وتزداد لمعاناً عندما تتحلى بالمصداقية والشفافية والموضوعية والحيادية ، حيث يعرض فيه الكاتب وجهة نظره الخاصة، ورأيه الشخصي لقضية أو واقعة أو موضوع أو فكرة معينة تهم الرأي العام ، وهو من أمتع ما تقرأ في الصحافة إذا كان كاتبه متمكناً من لغته وقادراً على صياغتها بأسلوب ممتع ، كما يمكن أن يكون المقال عامل جذب للرأي العام تجاه تبنّي وجهة نظر معينة .
إن استخدام اللغة الأدبية ، والأسلوب الشيّق يساهم في سحب القارىء أو المتلقي إلى حيث ما يريده الكاتب ، حتى لو اختلفت وجهات النظر بين كاتبه وقارئه ، كما أن للمقال الصحفي الجّاد والصريح ، دور في قياس وعي وثقافة ونضج المجتمع واتجاهات الرأي العام فيه ، كذلك فهو مؤشر من مؤشرات حرية الرأي والتعبير التي تُميز مجتمع عن آخر ، خاصة المقالات التي تتعرض وتهاجم الفساد والسياسات غير الصحيحة في المجتمع أياً كان من يُروج لها .
أما صياغة المقال الصحفي ، فيمكن أن نطلق عليها ” فن ” في حال تمكن الكاتب من سلاسة الدخول الى المتلقين ، مهما تباينت مستوياتهم التعليمية والثقافية والاجتماعية ، حيث يتوسط المقال الصحفي ( الادبي والعلمي ) كونه مزيج بينهما في حال نبوغ وإبداع الكاتب ، معتمداً على البلاغة وترابط وتجانس وتكامل كل أجزائه بترتيب الأفكار وتسلسلها.
للمقال الصحفي أنواع عديدة أهمها ؛ الافتتاحي والتحليلي والاستقصائي والانتقادي …
إن التواصل المستمر مع الاحداث المحلية والاقليمية والدولية عبر وسائل الاعلام والصحف والميديا والقراءة المديدة ، تتيح للكاتب
اختيار العنوان الجاذب من روح المقال ومضمونه
نشر الافكار والاشارة الى الايجابية والسلبية منها .
وعليه ، فإن تحرير المقال الصحفي يبدأ بالفكرة التي يدور حولها موضوع المقال ثم يأتي بعد ذلك بالأمثلة والشواهد أو الأدلة والبراهين من خلال ما يضعه الكاتب في مضمون المقال … مع مراعاة الاهتمام بالقضايا المعاصرة التي تشغل الرأي العام والقدرة على الإقناع والتأثير وحسن التنظيم والتقسيم في المحتوى وصحة اللغة وسلامة التعبير والخاتمة المُعبرة ، مع الاشارة الى المراجع أو الاقتباس لإضفاء المصداقية في الكتابة .
وبذلك النهج ، استطاع قادة فكر التنوير بالاضاءة على المشكلات المعاصرة وتقديم الرؤى الأفضل حسب اعتقادهم ومنهم محمد حسنين هيكل والعقاد وطه حسين والعديد من رواد الفكر على كامل أرجاء وطننا الكبير ..
مع المودة والتقدير ..
الكاتب والباحث ؛ مهندس باسل كويفي – سورية
Discussion about this post