بقلم الكاتبة … فاطمة على امبارك
أبلغ ما نطمح إليه سلام يعم، وأمل يشرق بالحياة ،ورجاء يهزم الفرقة، ويوحد الصفوف ويجمع الأوطان والتي غدر بها الزمان ورماها في ذل يورث الغصات، وها هو حال أرض كنعان يسوء ألماً وجوعاً وحرمان ،ويحتل الحزن سمائها ،ويخيم الموت على بقايا جدرانها، فمتى تصحو الكرامة في النفوس؟ ومتى نستل أمراض الخنوع والخضوع من جسد الأمة ؟فقد أكلها السقم!!!
ووثب على ظهرها عدو اثقل كاهلها فباتت والآسى لها صباح، والهموم تنصب فيها الخيام كمساء أدهم فصارت الأخطار تحدق بها من كل الجهات لأننا ؛هجرنا إغاثة الملهوف ،فاستولى علينا الذل، وغشتنا المهانة كأسراب الطيور، وتضاعفت أنواع البلايا على أمتنا فصارت قاب قوسين أو أدنى من الهلاك لأنها؛ ارتدت رداء الغفلة ،فصارت سمة القاصي والداني، وكأن الحيلة صارت عدم ، فأفيقوا من لهو يخطف الأبصار ، ويعمي البصائر، كونوا عباد الله للتعاون أية، واسكتوا أصوات الثكالى واليتامى بأفعال تجيب نداء ملأ الكون صداه ،اجبروا كسر الملهوفين المستغيثين ممن ارتعدت فرائسهم خوفا وهلعا.
فكان صبرهم كالطود العظيم ؛ ولأن نفوسهم اختارت الرحيل الذي ألفته أرواحهم إلى جنات الفردوس الأعلى ؛كأنها حمام يحمل أغصان الزينون ، راغبوا في الإحسان وقضاء حوائج الناس ممن ذاقوا من أهوال الحياة ألواناً، قبل أن تتعثر الأقدام، وتقصر الرؤية ،وتضعف القوى، وتتراجع الاعمار إلى كهولة تورث الندم ، سارعوا إلى بارقة أمل يلتحف بها المقهور ، ويرتمي في حضنها الطريد، ويأمن بها الخائف قبل فوات الأوان ،ازرعوا دروب الفرح في النفوس لعلها تخضر واحاتُها الدامية ألما، كم أنت غالية ياذرة الأوطان .
يا عتيقة التاريخ، يا شامخة الأركان ،يا مفتاحاً لن يضيع ،أيتها الأرض المقدسة لاتحزني ،بوركت ديارك الطاهرة وكان وعد الله فيك مفعولاً ،وإن أصابنا القرح فقد مس أقواماً قبلنا وما كلوا وما مالت عزائمهم ،وما فزعوا من أمر الله ،وإن غدر العدو بهم ، فالحرب صولات وجولات ،ومازال هناك ثقب سيطل التاريخ منه يخلد الشهداء ، تكريماً فى السماء ،وذكراً فى الأرض يشهده برهان الحق الذي سيدحر الباطل ،ويقذفه بأغصان الزيتون سلاماً يرد الظلم بعزة وإباء .
بقلم الكاتبة فاطمة بشير عبدالسلام
Discussion about this post