قصة قصيرة
بقلم الكاتب
انيس ميرو- زاخو
في ليلة شتوية باردة يطيب للمرء التحلق حول الدفاية النفطية في دار ( حميد) كان الجميع مستمتعون يتابعون بمشاهدة فلم مصري قديم من خلال شاشة التلفاز في بيتهم كانت الأحداث. تدور حول الثورة المصرية ولمرحلة ماقبل و ما بعد الانتصار للثورة المصرية.
وبعد الانتصار للثورة. كيف كان الأشخاص المتعاونين مع الأجهزة الأمنية البغيظة حيث كان يتم فيها تعذيب للمناضلين والوطنيين بأبشع أنواع التعذيب الجسدي و الحرمان. وكيف تسلق الصعاليك للمناصب والمواقع في اجهزة الدولة المصرية بعد خطف و تعذيب رجال. الثورة الأصلاء
لكي لا يصبحوا خطراً على هذه النماذج المنافقة التي كانت عميلة ومتعاونة مع تلك الأجهزة و كيف تم قتل و تعذيب آلاف مؤلفة من الثوار و الوطنيين ممن ضحوا بحياتهم وفقدوا مستقبلهم الدراسي و الوظيفي من اجل الثورة و الوطن.
فعلاً هذه الأحداث ترسخت في ذهني و أعجبت بها. ولعدم و جود الأجهزة الحديثة للتسجيل او حتى لعدم الاهتمام في بداية عرض الفلم لم اتذكر اسم الفلم ؟؟؟ وجوه عدد من الممثلين ظلت في ذهني ولم اتذكر سوى تذكر وجوه عدد من الممثلين الاكفاء مما اعطوا الفلم قيمته الأرشيفية لحقبة مشرفة لثورة جماهير مصر العربية ( عزت العلايلي وملك السينما المصرية عادل امام ).
تم تكليف ( حميد) من قبل قريبه ( بشير) بسبب و جود صلة قرابة فيما بينهم. لمتابعة معاملات نقل اولاده من مدينة ( دهوك) إلى مدينة( السليمانية) بعد انتقال( بشير) اليها عبر التواصل بالهاتف التقليدي. لكون في تلك الفترة كان التواصل يتم بالهاتف التقليدي.
وكان التواصل يتم بواسطة طلب رقم الشخص او الجهة. ليتم التواصل معه من خلال حجرة في بناية الهاتف.
كانت توجد حجرات على شكل كابينات معدة لهذا الغرض وبعد طول انتظار لأخذ فرصته. بالتواصل ( سمع صوت شخص ) كان يتحدث مع مدير امن ( دهوك) في وقتها كان يتملق له بصورة مذلة و رخيصة جدا و كان بعد الفينة و اخرى يستخدم كلمة ( سيدي) اي كان يعطيه معلومات معينة و كان يرغب بأخذ موعد للقائه لاحقاً؟؟؟
هذه الكلمات لفتت كل احاسيس ( حميد) وبدأ يراقب ياترى من يكون هذاالشخص ؟؟؟.
لكون المتكلم كان جالساًً في هذه الكابينة
والباب مغلق. !!
بعد فترة طالت اجلها فتح باب الكابينة و خرج منها المدعوا ( عبدي) من تلك الكابينة المغلقة و حينما تطلع بما حوله و قع نظره على ( حميد) لقد انتابه خوف شديد و شعر بخجل رهيب.
ان ( عبدي) متيقن ان ( حميد) قد سمع كامل حديثه مع مدير امن( دهوك) حين كان يتحدث اليه؟
في هذه اللحظة تذكر مضمون( الفلم المصري) وماضي وحاضرًهذا الشخص حينما كان في مركز المسؤولية لاحد الأحزاب الكبيرة و كاد ان يتسبب بقتل( حميد) لكونه كان ينتمي لحزب مختلف له بالتوجهات العقائدية كانت هناك محاولات من اجل اعتقال ( حميد) وعدد غير قليل من رفاقه لولا تسرب خبر ذلك لتم اعتقاله وربما قتله ؟!!!
لكون بعض الاصدقاء و بعض الاقرباء نصحوا ( حميد) بترك مدينة ( دهوك) والتوجه لمدينة ( الموصل).
فعلاً سارع بالسفر خلستا ًو بقي فيها قرابة سنة. متواريا من هذا الخائن وزمرته. بعد مشاهدته تذكر ( حميد) كامل تلك المعاناة و كم من المرات كلف هذا الخائن أشخاص آخرين لغرض مضايقته او ربما قتله لو سمحت لهم الضروف للتخلص منه لكونه كان عنصرًا نشيطاً في حزب سياسي آخر. …؟
لقد تحول أسد زمانه في الزمن الماضي لأرنب قبيح وضعيف غيرمرغوب به.
لكون ( حميد) قد سمع كامل حديثة ؟؟؟
مع مدير امن ( دهوك) حينما كان يتحدث اليه لكون صوته كان عالياً.
لازال هذا الشخص الدنيء حي يرزق في مدينة( دهوك).
وفي مرات عديدة كان يتحدث لقنوات تلفزيونية محلية وحتى فضائية يكذب
فيها على الاخرين يذكر بطولاته المزيفة لكونه كان قد امن على حياته مع اجهزة السلطة في وقتها ولا زال ( حميد) يتحصر على تلك الايام التي اضطر بها ترك مدينته خوفا من القتل بسبب هذا الجبان.
حقاً ان ماشاهده وسمعه (! حميد) من لسان ( عبدي) شخصيا.
لقد كان الفلم المصري يتحدث عن مثل هذه العناصر بالذات ؟؟؟
Discussion about this post