الدكتور أحمد شلبي
المفكر والمؤرخ والعالم الموسوعي والد الإعلامية سهير شلبي
كتب … خطاب معوض خطاب
الأستاذ الدكتور أحمد شلبي الذي كتبت عنه في كتابي “عظماء من مصر الذي صدر العام الماضي يعد واحدا من أهم رواة التاريخ الإسلامي في العصر الحديث، وواحدا من أعظم مؤرخي مصر في العصر الحديث، كما أنه يعتبر واحدا من عمالقة التاريخ الإسلامي، وهو داعية إسلامي جليل ومفكر كبير وعالم موسوعي ألف عددا من الموسوعات منها: “موسوعة التاريخ الإسلامي” في 10 أجزاء، و”موسوعة الحضارة الإسلامية” في 10 أجزاء، و”موسوعة مقارنة الأديان” في 4 أجزاء، غير تأليفه لعشرات الكتب الأخرى المتنوعة.
وقد رأى بعض النقاد وأساتذة التاريخ في الأستاذ الدكتور أحمد شلبي امتدادا لعطاء كل من ابن خلدون وابن كثير والطبري، بل وغالى بعضهم في وصفه ومدحه، وأطلقوا عليه لقب “ابن خلدون العصر الحديث”، وولد الأستاذ الدكتور أحمد محمد جاب الله شلبي في يوم 3 يوليو سنة 1915 بقرية عليم التابعة لمركز أبي حماد في محافظة الشرقية، وحفظ القرآن الكريم بكتاب قريته، والتحق بالمعاهد الأزهرية حيث درس فيها الفقه واللغة العربية والتاريخ الإسلامي، وكان رحمه الله حريصا على الالتحاق بكلية دار العلوم بعدما قرأ قول الإمام محمد عبده: “تموت اللغة العربية في كل مكان، وتحيا في دار العلوم”، وبالفعل التحق بكلية دار العلوم التي حصل منها على درجة الليسانس بامتياز.
والجدير بالذكر أنه قد سافر إلى إنجلترا لاستكمال دراسته العليا، حيث حصل على درجة الماحستير من جامعة لندن، وبعدها حصل على الدكتوراه في التاريخ والحضارة الإسلامية ومقارنة الأديان من جامعة كامبردج، وعين مدرسا بكلية دار العلوم سنة 1951، وقد سافر الأستاذ الدكتور أحمد شلبي إلى أندونيسيا، وساهم في إنشاء الجامعة الإسلامية بها، وقام بالتدريس في جامعات أندونيسيا وماليزيا وباكستان، وعين عضوا بالمحلس الأعلى للشئون الإسلامية وعضوا بالمجلس الأعلى للثقافة وعضوا بالمركز العالمي للسيرة والسنة وعضوا بهيئة اليونسكو، وكذلك عين رئيسا لتحرير مجلة الزهراء، والمعروف أنه بعد عودته من أندونيسيا قد عين أستاذا ورئيسا لقسم التاريخ والحضارة بكلية دار العلوم.
ولم يكتف رحمه الله بالكتابة والتأليف باللغة العربية بل صدرت له كتب بالإنجليزية والأندونيسية بالإضافة إلى مقالاته التي نشرت في عدد كبير من الدوريات العالمية، وأحاديثه الكثيرة التي قدمها في الإذاعة والتليفزيون، وتم تكريمه كثيرا على ما قدم من كتابات ودراسات في التاريخ الإسلامي، حيث منح وسام الجمهورية المصري سنة 1983، ووساما من دولة أندونيسيا سنة 1984، ووسام العلوم والفنون المصري سنة 1988، وقد توفي الأستاذ الدكتور أحمد شلبي في أغسطس 2000 عن عمر يناهز 85 عاما.
Discussion about this post