خواطر بقلم: طارق حنفي – أديب ومفكر مصري
(هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ ۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) [الفتح: ٤]
(هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ):
السكينة هي الطمأنينة والثبات، شعور بالطمأنينة يغمر القلب ودليله الثبات..
يقول الله -سبحانه- في آية مُلك طالوت لبني إسرائيل (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
لقد كان سبيل إيمان وسكينة بني إسرائيل في الآيات (الظاهرة)؛ لعل الإيمان يجد سبيلًا إلى قلوبهم..
لكن للمؤمنين من أمة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، فإن سكينتهم مستقرها القلب، تغمره وتفيض منه، لتظهر حالة من الثبات والهدوء وحسن الظن بالله على حياة المؤمن ومعاملاته.
آية ملك طالوت على بني إسرائيل: تابوت (شىء ما) يظهر في الظاهر..
وآية ملك الله (ملك الملوك): (المؤمنون) أنفسهم، حين تغمر قلوبهم السكينة في الباطن وتفيض منها لتظهر حالة من الثبات والهدوء في الظاهر.
(لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ):
وتكون النتيجة أن يتذوق المؤمن حلاوة ما يؤمن به؛ فيزداد يقينا على يقينه.
(وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ):
ويصبح المؤمن نفسه جند من جند الله (ملك الملوك) يبث الطمأنينة والسكينة فيمن حوله.
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد صاحب القلب الأطهر الأتم، من أوتي جوامع القلم وكانت صلاته ودعاؤه للمسلمين سكنًا لهم.
بقلم الكاتب طارق حنفي
Discussion about this post