الفنانة آمال زايد
رمز الأم الطيبة الحنون والمرأة المقهورة في السينما المصرية
كتب … خطاب معوض خطاب
الفنانة آمال زايد تعد واحدة من أبرز الفنانات المصريات ومن أكثرهن موهبة وإبداعا وإن لم تنل حظها من الشهرة مثل غيرها، واسمها الحقيقي هو حكمت محمد زايد وولدت في يوم 27 سبتمبر سنة 1910 بالسيدة زينب، وهي الشقيقة الصغرى لمدير الإنتاج محمد محمد زايد والد المنتج مطيع زايد والكاتب والسيناريست محسن زايد، والشقيقة الكبرى للفنانة جمالات زايد ووالدة الفنانة معالي زايد، وبمثابة خالة المطرب الكبير هاني شاكر، وقد برعت في أداء وتجسيد شخصية المرأة المصرية المقهورة، كما برعت في تجسيد شخصية الأم باقتدار في عدد كبير من الأعمال الفنية التي لا تنسى، وذلك بفضل أدائها الرصين الهادئ وصوتها الحنون وملامح وجهها المصرية الطيبة الأصيلة المعبرة.
ولعلها أكثر فنانة تأتي سيرتها كلما ذكرت قضية حرية المرأة وتبعيتها للرجل، فبفضل أدائها وبراعتها في تجسيد دور الست أمينة زوجة سي السيد أحمد عبد الجواد تعتبر تجسيدا ورمزا للمرأة المقهورة الخاضعة المستكينة لزوجها سي السيد في ثلاثية نجيب محفوظ الخالدة، والتي كانت تكمن كل سعادتها وكل أمانيها في رضى زوجها عنها وخدمة أبنائها، ولعلنا نتذكر كلماتها الخالدة:
*”حاضر يا سي السيد”.
*”أنا غلطت يا سي السيد”.
*”سيدنا الحسين ناداني قمت لبيت، وانا راجعة المقدر حصل”.
*”أبدا يا سي السيد أول مرة وحياة الحسين”.
وكلامي عن أن تجسيدها شخصية الست أمينة يعد تجسيدا ورمزا للمرأة المقهورة الخاضعة المستكينة هو مجرد وجهة نظر وتحليل لشخصيتها وأدائها في الفيلم، ويحضرني هنا رأي للصديق والكاتب الصحفي الكبير الأستاذ أسامة الألفي وهو: “الست أمينة لم تكن ضعيفة ولا مستسلمة كما يظن الناس، فاستكانة الست أمينة لزوجها سي السيد لم تنبع عن ضعف، ولكن عن رغبة في الحفاظ على بيتها وأولادها، إذ كانت هي المسئولة عن تربيتهم لانشغال سي السيد إما بالعمل أو المجون”.
ورغم نجاح الفنانة آمال زايد الكبير في أداء وتجسيد شخصية الست أمينة إلا أنها قد أصبحت ضحية لهذا النجاح، ففي الوقت الذي قام فيه سي السيد بظلم الست أمينة وقهرها من خلال أحداث الفيلم، حدث وأن ظلمها الجمهور ايضا في الواقع، وذلك بتناسي أدوارها المبدعة في العديد من الأعمال الأخرى، فللأسف الشديد لا يذكر لها الكثيرون إلا تجسيدها لشخصية الست أمينة.
ورغم أن مشوارها الفني ليس طويلا، إلا أن كل عمل قدمته قد ترك بصمة وعلامة في تاريخ السينما المصرية، ومازالت أعمالها القليلة خالدة في أذهان وقلوب الجميع، فمن يستطيع أن ينسى تجسيدها لشخصية أم فؤادة الفلاحة الفقيرة الضعيفة التي يكاد ينفطر قلبها من أجل ابنتها في “شيء من الخوف”، والأم التي تتطلع لكي ترث ابنتها في “بياعة الجرائد”، ودورها الجميل في “خان الخليلي” ودورها الكوميدي في “عفريت مراتي”، وأدوارها التليفزيونية في عدد من المسلسلات التليفزيونية منها “العسل المر” و”الحائرة”، و”ناعسة” بالإضافة إلى دورها في مسرحية “طبيخ الملائكة”.
والعجيب أن حياة الفنانة آمال زايد تشابهت إلى حد كبير مع حياة الست أمينة زوجة سي السيد، فمثلما فقدت الست أمينة ابنها الشاب فهمي فقدت الفنانة آمال زايد ابنتها ماجدة التي توفيت وهي تبلغ من العمر 23 عاما، وحزنت عليها جدا وكان وقع خبر وفاتها كالصاعقة، مما أثر على مناعتها فاشتد عليها المرض حيث كانت مصابة بالسرطان وتوفيت بعد وفاة ابنتها بقليل في يوم 23 سبتمبر سنة 1972.
Discussion about this post