يستحمّ في طيّات القلب
وصَفيرٌ موحِشٌ لناي طويل دون ثقوب في جدار أيامه المُنْحدِرة
يَصَّعَّدُ من طَيّات مَدبوغة باللّوعة..
وأنا ،
أُغَمْغِم في ذات القالِب الفيروزي البليغ:
“نَحْنا (والألم) جيران..”
وكان الله بأعين دَميعةٍ لأجلي
يُجَرْجِرُ شَمسَه بحبل مَتين الى سماء “ترشيش” حتى
يُنهيَ حكايتي
مع ليْلِه
والقمر..
تغيّرت كثيرا يا أبي
كائنا ليْليًّا كثيرا صرتُ
والمَدى ، مُدْيَة ورائي ..
صرتُ مِنَ الذين
لا يَنتمون إلاّ الى أنفسهم بكامل الهشاشة التي أوْدَعها الرّب بالطّين الغريب..
مِنَ الذين
يَمضغون أوجاعهم بلا زيتون مُصاحِب لمقتضيات النّكهة..
مِنَ الذين
يَستنكفون مُخَلَّلات التَّوْرِية الصّالحة لتَذْويب النَّخْوَة
حتى لا تُفْسِد صورةُ طفل غزّاوي في أخبار الثامنة مائدة إفطارهم..
تغيّرتُ كثيرا يا أبي..
صرتُ لزمنِ الذين لا زمن يأوي ولادتهم ..
لا بُرج سماويَّ يَرعى نُجوم كينونهم..
لا قَطْرَ بِدَلْوِهِم يَلعَقونه عند يَباب العطش..
ولا دَلْوَ يَعْلقون به حين الغريق..
في قُبَّة السّماء ،
سيِّدُنا ” الدّلو ”
لا يُدرِجُهم على جدول أعماله المكتظّ
الاّ مَرّة بَعدَ أَربَعٍ..
وحيدا ، خُلِقتُ ..
وحيدا ، أُتُمِّمُ خَطوِيَ المثقوب بالوَراءِ..
ثمانية وعشرون شَمسا قليلا ما تُعَضِّدُني ..
ثمانية وعشرون قمرا
كثيرا ما تَخذِلني ..
قليل الحظ أنا ..
لماذا أنت هكذا ؟
مُتْرع باليُتم
مُفْعَم بالبَتْر
زاخِر بالخَواء
طافِح بالعَوَز
تماما
كمواليد التاسع والعشرين
من فبراير الغريب ..!
……………
بقلم أنيس عبيد
Discussion about this post