بقلم … أحمد الكناني
الذاكرة …
تبقى كفاكهة شهية
كتفاحة آدم وغواياتها
متبخترة بعنفوان الحروف .. متأرجحة برائحة الكلمات القديمة اللذيذة
هي كزجاجة خمر معتقة
تفوح منها رائحة الماضي البعيد
عندما كانت للذاكرة ذاكرة
النص والمكان والحلم
تبني فيه المدن / النص
تشق الشوارع وتنتصب البيوت / المكان
تؤطر النوافذ بأحلام الصبايا / الحلم
وهناك تبقى احلامهن
عندما يلوحن للشباب
يوم كانوا يساقون إلى الحروب
فذاكرة الحلم والصبايا لا تنسى الحروب
الذاكرة
تتذكر الجنود
وهم يهرولون
يهمهمون بأسم وطن
يقوده من فقدوا الذاكرة
لم يعد أحد يطيق ذاكرة الحروب
حتى الصبايا الحالمات بالجنود
تنادي الذاكرة:
لترتكن الاسر في زوايا الغرف
لترتشف الأحلام
حلماً بعد حلم
قتيلا بعد قتيلا
وفقيدا سقط من القوة والقدر غيلة
في كؤوس وأقداح لا بقايا فيهن
ثم تسير بنا الذاكرة
على حافة الضفاف الطينية
عابرة إلى (ذاك الصوب) من المدينة
تبحث عن قراءة لأحياء الذاكرة الاولى
للهامش المندثر والزوايا المتروكة
من متن حكايات الأولين
التي تطعمت بشروح الآخرين
أي ذاكرة تبقى
عندما تضيع الأزمنة والأمكنة والأحلام والحروف وبقايا الكؤوس
في قدح فارغ
مكتوب في قعره
بخط كوفي أسمر:
[إياك من ذاكرة بلا وطن
إياك من نسيان بلا ناس
إياك من ذكريات الجروح
إياك من صمت القلب بعد الخرف
فالذين لا ذاكرة لهم
يبقون هاهنا في القعر
مع وشالة عصير فاكهة
كان اسمها: “الذاكرة”
تمهل
وأنت تسير في تيه الذاكرة
فهناك من يتربص بذاكرتك
ليعيد تسجيل التاريخ فيها
وأصعب شئ:
تاريخ لا يستند إلى ذاكرة
بقلم … أحمد الكناني
Discussion about this post