1
كان طائراً نادراً وسعيداً فوق قوسِ السلام،
قلتُ: هل هذا هو اسمُها؟
لكنَّ الفكرةَ انكسرتْ في الحال،
تجرّحَ لسانُ العطش،
وزهرةً بعد زهرةٍ
مدَّ جسدُ العبارةِ فمَهُ
في حوضٍ طافحٍ بالتِّبغِ والمِلح.
…
2
كأنَّ جمالَكِ لم يكنْ ليولد
إلا لسببٍ واحدٍ
هو أنْ يثبّتَ صورةَ غيابي
في ذهنِ وجودِهِ.
…
3
من جانبٍ آخر
كنتِ وأنتِ تشيرينَ إلى حيثُ أركضُ خلفَ سَحابتِكِ،
تمسّينَ كلَّ لَذّةٍ قارّةٍ عن الشئ والزمن:
يا إلهي،
هذا هو حبي
هذا هو حبي.
مِن ثمَّ،
يداً بيدٍ
كانا ينهيان مسافةَ الظلامِ بالضحكِ
ويكرّران البداية،
جنونُ شغفي الذي نَبتَ للتوِّ حينذاك،
وعطرُكِ اللعوب
وهو يرتعشُ في كلِّ التفاتةٍ
ويغيّرُ مغزاه.
…
4
من ثمّ،
كم شجرةِ لحمٍ أكلنا فاكهةَ سُمِّها ورمتْنا قشورا،
كم قصيدةٍ قلتُ لكَ سببَ عذابِها مِن أوّل يوم،
كم أغنيةٍ عجيبةٍ طارتْ من قلبِكَ،
وكنتُ شخصآ على هيئةِ دموعٍ
أتبعُ ظلَّها وأعدُّ المعاني
على أطرافِ الحسرات.
…
5
حتى وصلنا،
حينها رأيتُ محلولَ فجرٍ يفورُ على أهدابِكِ،
في الجوار كان صفٌّ من كلماتٍ
تتلاطمُ خلاخيلُها على الإسفلت من النعاس،
وعلى بعد سؤالٍ عابرٍ
أين نحن؟
كان نصفُ ليلٍ يتّكئ خلفَ البابِ في الإنتظار،
وخطوةُ شمسٍ تتعثرُ وحيدة،
سرعان ما قفزتْ إلى سماءٍ أخرى.
…
6
والآن؟
يا موجةً نائمةً في بيتِ أخيها البحر.
يا صغيرةً مثل شكٍّ يرتجفُ تحت جناحِ ملاك،
يا ندبةَ ضوءٍ فوق جلدِ السَّهر،
القمرُ نفسُهُ حين يريد أنْ يعرفَ نفسَهُ
يحكُّ فمَهُ على فمِ الكلمةِ التي تقولينها.
…
7
إذاً،
مَن ذاك الذي يلومُ جمالكِ حين يتكبّر؟
مَن يعبرُ مقامَكِ قبل أنْ يأخذَ مراداً شافيا؟
تمرُّ غيمةٌ، تمدُّ يدَها النيئةَ نحو كتفكِ وترتوي،
يمرُّ كوكبٌ ويقولُ ليتني كنتُ نظرتَكِ،
قصصُ الوحيدين تتقافزُ في كتابِكِ طوالَ الليل،
ورعيلٌ من الفراشاتِ
يراودُ حقلَ قميصِكِ.
…
8
الآن ماذا؟
سواء أكنتُ أردّدُ أغلى سطرٍ في خطابِ وجودكِ الحر،
أمْ أنظرُ دونكِ من الشقِّ الضئيل في إرثِ اليأس الهائل،
ألَمْ يكن القول إنه مجرّد حلمٍ،
أكثر واقعية؟
….
9
لكني أريد أنْ أعرف
هل عندما تتذكرين
حين كان قلبي يجثو على ركبتيه ويتوسّلُك؟
أقول
هل تتمنين أنْ يتكرّر سلطانُكِ،
حيثُ أنتِ مرتاحة في اللعب،
مرةً تشعلين حرباً لا غالب فيها سواكِ،
ومرة تروضين وحشَ هزيمتي بتلويحة؟
أنا أتمنى.
بقلم ماجد موجد العراق
Discussion about this post