من الأعمال الفنية الهادفة
مسلسل “صيام صيام”.. بداية نجومية يحيى الفخراني
كتب … خطاب معوض خطاب
المسلسل التليفزيوني “صيام صيام” من المؤكد لم يشاهده الكثيرون من أبناء الأجيال الجديدة في عرضه الأول لأنه عرض لأول مرة في أول أيام شهر رمضان الموافق ليوم 13 يوليو سنة 1980، وكان التليفزيون المصري في ذلك الوقت عبارة عن قناتين فقط، وكانت كل قناة تعرض مسلسلا إجتماعيا واحدا طول الشهر، بالإضافة إلى مسلسل ديني مثل مسلسل “محمد رسول الله” أو مسلسل “لا إله إلا الله”، ولذلك كنت تجد الأسر كلها تجتمع وتتحلق أمام أجهزة التليفزيون لمتابعة المسلسل المعروض وتؤجل أي مواعيد أمامها أو مشاغل لديها لما بعد انتهاء المسلسل، ومسلسل “صيام صيام” مَثَّلَ وقتها حالة فريدة في الدراما التليفزيونية، ربما نفتقدها حاليا رغم تطور الإمكانيات المتاحة للقائمين على العمل التليفزيوني.
ويعد الأستاذ صيام بطل المسلسل من الشخصيات الرمضانية التي لا تنسى، وقام بتجسيد شخصيته الفنان الكبير يحيى الفخراني، وكان صيام صاحب علاقات عاطفية متعددة ويحمل عددا من الصفات السيئة، وفي بداية المسلسل ينوي البطل أن يصوم شهر رمضان للمرة الأولى في حياته، ورغم كيد بعض كارهيه له إلا أنه كان يواصل الصيام، مع تأكيد المسلسل على رسالته التي كان يقدمها وهي أن الصيام ليس فقط مجرد الإمتناع عن الطعام والشراب، بل يتمثل في الامتناع عن أتيان جميع الأفعال والاتصاف بالصفات السيئة وتقويمها وتعديلها إلى صفات طيبة، وهو المرادف الحقيقي لمعنى صيام الجوارح قبل الصيام عن الطعام والشراب.
وأغنية التتر التي كتبها الشاعر الغنائي سيد حجاب وقام بتلحينها الموسيقار عمار الشريعي وأتت كلماتها لتؤكد المعنى والرسالة التي يقصدها ويشير إليها المسلسل:
“ماذا إذا الأستاذ صيام
نوى الصيام شهر الصيام
وأهو شهر واحد كل عام
مش برضه تبقى معجزة”
ويسترسل الشاعر الغنائي سيد حجاب في أغنية التتر:
“دا صيام صيام مش امتناع
عن الطعام.. لأ دا اقتناع
بالامتناع.. عن الاندفاع
ورا أي شهوة أو أذى”
وتم تقديم المسلسل في إطار إجتماعي كوميدي، والطريف أن صاحب القصة والسيناريو والحوار هو الكاتب والسيناريست صالح مرسي الذي اشتهر بعد ذلك بكتابة عدد من المسلسلات التي تدور حول عالم الجاسوسية مثل “دموع في عيون وقحة” و”رأفت الهجان” وغيرهما، بينما قام بإخراج المسلسل المخرج محمد فاضل، وقام بوضع الموسيقى التصويرية والألحان الموسيقار عمار الشريعي.
وتميز المسلسل بوجود عشرات الممثلين الذي شاركوا في بطولته، منهم من كان نجما كبيرا وقتها ومنهم من أصبح من النجوم الكبار بعد ذلك، ومن أكبر النجوم الذين شاركوا في بطولة المسلسل عميد المسرح العربي يوسف بك وهبي الذي أدى مشاهده وهو على سرير المرض وعلى كرسي متحرك حيث كان مريضا بالفعل وقتها ويعتبر المسلسل واحدا من أعماله الفنية الأخيرة، كما كان من نجوم المسلسل الفنان محمود المليجي، وفردوس عبد الحميد وآثار الحكيم ومريم فخر الدين وعبد الرحمن أبو زهرة وأحمد عبد الوارث وبدر الدين نوفل وعبد الله فرغلي وصلاح السعدني وهالة فاخر ومنى جبر وليلى علوي وممدوح عبد العليم وكمال حسين ونسرين ونبيلة السيد وجميل راتب وحسن مصطفى وناهد سمير وفاروق الفيشاوي ونادية رفيق وفتحية شاهين وغيرهم.
والجدير بالذكر أن معظم أبطال المسلسل كانوا قد شاركوا قبلها بعام واحد في مسلسل “أبنائي الأعزاء شكرا” ثم التقوا مرة أخرى بعدها بعدة سنوات قي مسلسل “ليالي الحلمية”، كما أن المسلسل يعد بداية انطلاق الفنان يحيى الفخراني نحو اعتلاء قمة الدراما التليفزيونية وكان تجسيده لشخصية صيام عبد الحميد بداية لنجوميته التي استمرت في الكثير من الأعمال التليفزيونية، ليصبح ملكا متوجا على عرش الدراما التليفزيونية وخاصة الرمضانية لسنوات طويلة.
Discussion about this post