عذرا منك امي أن كتبت.. في صباح من صباحاتي.. وفي زمن من الماضي البعيد.. حيث كنت الملم ذاتي باحثا عنك.. علني أجد فيك ما تصبو إليه روحي .. فاحادثك.. واخبرك عما كان يجول في خاطري.. ثم اغادر معك مكتفيا ببعض الكلمات التي كانت تتناهى إلى اسماعي من هنا وهناك .. فاسمعك تتاوهين حسرة.. وانت تدركين أن لحن كلماتك كانت تتقاسم أنغامه اختلاجات صامتة.. كنت اسكبها فوق سريرة أحلامك . مدركا أن خمائل حياتي كلها كانت تسكنها سكرات واستكانات.. دون أن أدرك أن نسائم عمرها الباقي بيننا قد بات يؤرق اشيائي .. أو أتمكن أن افصح عما تناغمت به كلماتي معها عن سرائر الكلمات المتكورة .. إلا أني أدرك حقيقة ما غفا عليه زمانك.. اعرفه بجليته فلا انطق به .. وان تجالدت الايام عليه، فارحل بعدك كنسمة تتقاذفها الذكريات.. ويبقى بيننا بقايا من كلمات وكلمات.. تفصح عن مكنونات صامت، لتصبح انغامي لحنا وسيمفونية صاخبة في ليالي حالمة ساكنة بالأوهام والحشرجات….
وقتها سكت مليا، وقلت لها هل تعتقدين اني سأنتظر كثيرا.. وهل تعتقدين انك النار الخافتة.. وهل تعتقدين انك منصفة في احكامك.. انا لست رديفك في الحياة.. بل أنا، سيدتي.. أقرا نجمك، باحثا عن تنهداتك الحاسرة.. فتتاوهين من بخت غفا وضاع ، وتتناسين دائما اني انتظرك كاتما وحدتي متأملا منك أن تأتي ولو برهة في المنام ، مرددا في سري.. إذ لربما ستاتين يوما إلى نفس هائمة، لكن ترى هل ساعتذاك ساجرؤ على اخبارك عما تئن به نفسي؟ ام انها مجرد كلمات تغفو وتصحو بيننا في لحظات؟ . فلا تلامسني ولا تلامسك ولا ينفع فيها جواك.. وان اخفيته بسكنات، وتبقى الأحلام قاصرة عن الأحلام . إنما بعدها،.. يكفيني منك أملا ساكنا في الأعماق انك باقية في الوجدان.
بقلم الشاعر ا. د. حسين علي الحاج حسن.
Discussion about this post