الناقد الدكتور عبد الرحمن البنا يقول في قراءة تأملية لقصيدة (مجون عاشقة ) للشاعره زينة جرادي
..
ابتكرت د /زينة جرادي ، اسلوبا ادبيا يجمع بين جمال وموسيقي (الشعر) ولغته، وبين عمق ( السرد ) والمزج بين الخيال والواقع ، فصاغت ( القصيدة ) متكاملة النسق ، مترابطة البنيان ، وتجاوزت اغراض الشعر قديما وحديثا ، وابدعت العزف بالكلمات لاعطاء المتلقي جرعة من الاحساس، وتذوق الجمال ، دون الاستغراق في المحسنات البديعية ، ووظفت ( الرمزية ) ،لبلوغ رسالتها ، ونقل فلسفتها ونظرتها الي ( الحياة ) ، والمتلقي يتجاوب معها ، وينفعل بما يقرأ او يسمع ، وتتشرب روحه ( الجمال )، فيعاود القراءة المرة تلو الاخري،
ليكتشف ان الشاعرة تقدم له ( القصيدة السردية ) بكل سماتها الجمالية ،
وتلك محاولة بسيطة لاستقراء النص ، والغوص في بعض ثناياه ،
وتلك مهمة المتخصصين من النقاد ، والدارسين ، و ما انا الا قارئ ، يتذوق الجمال، كما اتذوق الموسيقا ، ولا افقه شيئا في ابجديات واسس ( السلم الموسيقي ) ..
كيفَ الوصولُ إليك؟
كيفَ أنْجو منكْ؟
بينما تردد ( كيف الوصول اليك ?! ) انزاح لها الستار ،
اخترقت الحجب، واسكرتها نظرات عينيه ،
وابصرت ( شهريار )، فقبلت الارض، بين يديه .
قالت : (يا رُوحَ الرُّوحِ غلبني هواك
خيالُكَ يصارِعُني كالصُّبحِ القادِمِ بعدَ ظلام
إنّي اتخذتُ القرار
لستُ مجرَّدَ أنثى تشتهيها
التهمني بنظراتِك )
فذابت عشقا ، وترنحت حتي الثمالة واختلقت له الاعذار ،
وهامت في سماء تجاوزت أفق الخيال .. وهطلت الامطار ،
و ارتوت بعد ظمأ السنين .. وتساءلت ( كيف انجو منك ?!)
فاجابها (شهريار) ضاحكا : وهل لغريق من نجاة ?! ..
قالت : (يا روحَ الروحِ أنتَ طَوْقُ نجاتي
سَكَنْتَ في أعْماقِ أعماقي
يا أنتَ… يا كلَّ ملاذي
جُدْ بِوِصالِكْ
لكَ من تراتيلِ حُبّي صلاة..)
(امتلكني ضُمَّني ..
غازلني ولوْ بنظراتِ العُيون،
قدْ ذُبْتُ فيكَ بمُجون..
لا إجازةَ في الحب.
فقدْ انزاحَ السِّتار،
أترنَّحُ حتى الثُّمالَةْ..
أَختلِقُ لكَ الأعذار ،
وباختصار ..
قد يمضي بنا العمرُ ،
بانتظارِ أشياءَ تأتي،
وأشياءَ قد تكونُ من الخيال.)
اخيرا صدق من لقبها ب ( اميرة الشعر الغزلي ) ..
………………………………………………….
#زينة_جرادي
لبنان
مُجونُ عاشقة
أَتَتَمَرَّدُ يا قلبُ !
رفقاً
فلستُ على ما يرام
تعَمَّدتُ في ماءِ هواكَ حتى امتزجت رُوحانا
حبُكَ حِبرٌ من قشرِ العِنَبِ الأسود
حَبَبْتُكَ فاختفت كلُّ مساوِئِك وتحولَتْ عيوبُكَ محاسِنَ في عَيْنَيّ
دربُكَ ليلٌ طويلٌ لا نورَ فيه
تاهتْ طرُقاتُكَ بالعتَمَةِ وما بَزَغَ الصباح
ما عامدَتْ رحلتُكَ سوى بقايا سنين
أنتَ السَّجينُ وعمري أنا سجنُك
يا رُوحَ الرُّوحِ غلبني هواك
خيالُكَ يصارِعُني كالصُّبحِ القادِمِ بعدَ ظلام
إنّي اتخذتُ القرار
ستبقى أسيرَ الروح
حبُّكَ مُزْنٌ مَلْآى وأنا الظمآى للسُقْيا
لا تَسقطْ من أحلامي كهُطولِ الأمطار …
يُغريني الهواءُ حينَ يُداعِبُ شعرَك
أغارُ من مُلامسَةِ الضوءِ جَسدَك
متى سَتَنْسَلُّ مِنْكَ إليّ
لستُ مجرَّدَ أنثى تشتهيها
علِّمني الحبَّ بمدرستِك
كُنْ حبيبي
تعالَ كَلَيْلٍ يفُضُّ مضْجَعي
يجتاحُ كِياني
تعالَ كَنَارٍ تشتعلُ في هشيم
فالأمرُ لَكْ
هاجِرْ من تقاليدِكَ واكسِرْ قُيودَك
التهمني بنظراتِك
ترجِمْ أحاسيسَك بلغةِ جَسَدِك
بيني وبينَكَ رحلةٌ
علِّمني فيها الطريقَ إليكْ
ازرعني في أرضِكَ وارْوِ عواطفي من مائِك
اجعلني رِباطاً تَعْقِدُ بهِ السنينَ من خُصُلاتِ شعرِك
أنا براعِمُكَ المُزهِرة
أنا من زرعْتُ ثِمارَ هواكَ عِشقًا
لا ترسُمْ حُدوداً تقتُلُني تضعُها ما بيني وبينَك
امْخُرني كعُبابِ بحرٍ مُبْهَم
واكسِر زَبَدَكَ على شَطّي
قَدَرُنا مختومٌ مرسومٌ
متى الوِصال ؟
لا تبخلْ بِلَمْسِ روحي
تَوِّجْني بِحُبِّك
يا روحَ الروحِ أنتَ طَوْقُ نجاتي
سَكَنْتَ في أعْماقِ أعماقي
أحطْتُكَ بأسواري
استبحْتُ روحَك
يا أنتَ… يا كلَّ ملاذي
تأنَّ في لحنِ الهوى
سطِّرْ عليَّ نبَضاتِ قلبِك
شَتَّتَني حنيني
ولا زِلتَ تعزِفُ لحنَ الفِراق
مُرٌّ شَهْدُكْ
جُدْ بِوِصالِكْ
لكَ من تراتيلِ حُبّي صلاة
كيفَ الوصولُ إليك
كيفَ أنْجو منكْ
امتلكني ضُمَّني
غازلني ولوْ بنظراتِ العُيون
قدْ ذُبْتُ فيكَ بمُجون
لا إجازةَ في الحب
فقدْ انزاحَ السِّتار
أترنَّحُ حتى الثُّمالَةْ
أَختلِقُ لكَ الأعذار
وباختصار
قد يمضي بنا العمرُ بانتظارِ أشياءَ تأتي وأشياءَ قد تكونُ من الخيال..
Discussion about this post