الرَّجلُ الذي يمسحُ الغبارَ عن نسائهِ ينوي إعادةَ تدويرهنَّ، لكنَّه يفشلُ في ذلك
ذاك الرَّجلُ يموتُ بين ذراعَي إحداهنَّ..
في يومياتها لم تذكرِ اسمهُ
أقنعتِ الحٍبرَ والورقَ أنَّه وهمٌ
وأنَّه يقيمُ في مجرَّةٍ أخرى
كفَّنتهُ بقائمةٍ طويلةٍ من النَّزوات..
ختمت حضنَها بالشَّمعِِ الأحمر
واحتفلت بتحرُّرها من شِباكِ لغتهِ الرَّكيكةِ بأن اعتكفت قوقعةَ الصَّمتِِ
للصَّمتِ إخوةٌ وأشقاءَ يمتهنونَ العقوقَ..
يتجاهلونَ إيماءاتِ تلك المرأة
يدسُّونَ في حنجرتِها الكلمات
فيأتي صراخُها تأتأةً
للصَّمتِ أذرعٌ طويلةٌ تشدُّها من خصرِها لتقعَ في غوايةِ الكلام
للصَّمتِ عيونٌ كبيرةٌ تلملمُ خسارتَها ووجعَها
وبين أجفانها تُقيم لها مسكنًا
جدرانهُ مبنيَّةٌ من ملحِ دموعِِها
ونوافذهُ من قضبانِ انتظارِها العقيم
يقفُ الكلامُ على الحيادِ حين يثرثرُ صمتُها..
يضعُ نقطةًعلى السَّطر،
ويلوذُ بهامشِ الحوار
ماذا لو لجأت تلك المرأة إلى حبر الكلمات؛
لتلوِّنَ بياضَ صمتِها بأحرفِ الهجاء؟
ستُعيدُ هي الأخرى تدويرَ ذاتها
وتنجحُ في العودةِ إلى نقطةِ البدء
حيث لا هو..
ولا هي
وحده الفراغ سيِّد الموقف
بقلم ريتا الحكيم
Discussion about this post