لا تقل: (زيرو عشرة) عيب!
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
. اعتاد كثيرٌ من العرب إذا سألتهم عن رقم هاتفهم الجوال-الذي يبدأ بالصفر دائمًا-أن يقولوا: (زيرو عشرة، أو زيرو واحد، أو زيرو خمسة… إلخ). يا أخي عار عليك أن تفعل ذلك. إن كلمة زيرو (Zero) الإنجليزية لم يعرفها الإنجليز إلا سنة 1598م، وقبل ذلك لم يكن للصفر عندهم وجود، وقد أخذ الإنجليز هذه الكلمة من الكلمة الفرنسية (zéro)، والتي أخذها الفرنسيون بدورهم من الكلمة الإيطالية (zefiro)، والتي نقلها الإيطاليون عن الكلمة العربية (صفر).
. والصفر في لغة العرب يعني لا شيء، نقول: عاد من رحلته صِفْرَ اليدين، أي بلا شيء. ولا شك أن من عاد بِخُفَيّ حُنين أفضل حالًا ممن عاد صفر اليدين. وقد اخترع العالم المسلم محمد بن موسى الخوازمي العدد الذي يُعبر عن لا شيء، وسمَّاه (الصفر) ورمز له بالدائرة الجوفاء، ووضع قاعدة كتابته في الأرقام بحيث أنه إذا وُضع على يمين الرقم يضاعف قيمته عشر مرات. فالثلاثة تصبح ثلاثين، والخمسة تصبح خمسين.. إلخ.
. إن اختراع الصفر واحدٌ من أعظم إنجازات العرب العلمية، وبدون الصفر تتوقف الحياة، لقد كادت الحياة أن تتوقف في الحواسيب في مطلع الألفية الثالثة لولا إضافة الصفرين الشهيرين. وأنت بصفتك عَربي عُرُوبي حَرِيٌّ بك أن تتمسك بهذا الإنجاز، وأبسط علامات تمسكك به أن تعود به إلى أصلِهِ (صفر) لا صورته المحرفة المشوهة العرجاء (زيرو). من فضلك لا تقل (زيرو عشرة) وقل: (صفر عشرة) فهذا أسْهَلُ نُطقًا، وأفْصَحُ لغةً، وأحْفَظُ لِحَقِّ أمتنا، وأكْرَمُ للغتنا العربيةِ المشرَّفةِ بالقرآنِ وفي القرآنِ.
Discussion about this post