أباعدُ بين جدارين
أحدهما لا يتحرك
والثاني معبأٌ بالكراهية.
الجدرانُ لا وظيفةَ لها
وقد كنَّا قبلَها أسعدَ حالاً
حتى بين مخالبِ وحشٍ مفترس.
تُعلِّمُنا الجدرانُ النظرةَ الحسيرة
إذ لا أفق
غيرَ صورةِ بحرٍ
يتعفُّنُ موجُه بالرطوبة.
أربعةُ جدرانٍ
تشكِّلُ غرفةً أو زنزانة
ما تراه في قلبِكَ عن الجدران
ستكونُ فيه.
الجدرانُ بالذكريات
أو بالاستنادِ عليها من التعب
لكن
مَن يحميها من السقوط.
الجدرانُ لاختصارِ الفراغ
إلى مسافاتٍ تتزاحمُ فيها الأقدام
لقد فقدنا لذةَ الرَّكض
بين الثعالبِ والذئاب.
الجدرانُ مثلُنا عمياء
ولذلك ابتكرنا مصابيحَ البيوت
لترانا ونراها
لعبةُ التعوُّدِ على تبادلِ الضغينة.
حين نتحدَّثُ إلى الجدران
نكونُ قد فقدنا عقولَنا
هذا ممتعٌ للغاية
نحن والجدرانُ لا نبوحُ بأسرارِنا.
الجدرانُ من الزُّجاج
حيث يمكنُ الانتحار
بالقفزِ في المخيِّلَة
عيونُ الجدرانِ مصابةٌ بالكاتاراكت.
الجدرانُ لا تحطُّ من قَدْرِك
حين تجلسُ أسفلَها نادماً أو حزيناً
نحنُ نحطٌ من قَدْرِها بالهدم.
الجدرانُ للحب
حين تسندُ امرأتَكَ عليها وتقبِّلُها
ما من وظيفةٍ للجدران
أسمى من إسنادِ القبلات.
الجدرانُ حواملُ الزَّمن
الأرضيِّ منه والسماوي
وما ينطبعُ على وجهِك
إن عشتَ بين الجدرانِ وحيداً.
الجدرانُ للحُلمِ بالأبوابِ والنوافذ
النزعةُ الصوفيَّةُ لبناءٍ يتنهَّد
حين تشرقُ الشمس
أو حين يدخلُ الهواء.
بقلم إبراهيم المصري
Discussion about this post