وأمي التي تمسح يدها
بالتراب كل يوم مرتين
وأبي الذي يضفر العصبية
على امتداد خراطيم المياه
وإخوتي الذين يصاحبون
الأشجار وقراصنة البحار
وأصدقائي الذين يتغدون
جرادًا ويمسحون
بُقع الدم بصبغات اليود
والأرض التي تحملني
على جسدها
والسماء التي تظلتي
بطبقاتها المغشوشة
والأطفال الهاجعين الناجعين في الشوارع
وإبرة الخياط التي ألضمها بكفاءة
وصاحب الحانة المغلوب
على أمره من النُظم والتوبة
والموت المفاجيء الذي
يدك حصون الأرض والحياة
والسجاجيد المنقوشة بالهواء الفاسد
والعَلم الذي يرفرف عاليًا في السماء
وفلسطين المنكوبة
وبلاد لم يُقسم الله بها
وجبال لم ينزل الله عليها
ورمال ليست متحركة
لكنها ابتلعت حضارات وحضارات
وبحار لم تنشق ولَم يغرق فيها أحد
وأنهار طرح على جسرها البرقوق والمشمش
وبلاغات لا تساوي الحبر الذي كتبت به
وامرأة لا تبيع الهوى لكنها تاجرة
والحاسوب المبطن بالأفلام والمسلسلات
والأغاني والكتب المحملة والصور
والكهل الذي اتخذ من رقبة
الجمل سُلمًا؛ ليصعدسنامه
والشعراء الذين لا يكتبون الشعر
والبنات الحاصلات على مؤهلات
في النميمة والخذلان وشد البطن
والبورصة التي تمنحنا
الكراسي والطاولات وحجر المعسل
والجاموس الوديع والطلمبة الخربة
أحبك وأتخيل حُبك بأسًا
أتخيل علامةً في ميدان
مرشوش باللاجئين
أتخيل طعم الهواء في الحقول
أتخيل الجميزة الطاعنة في السن
أتخيل استخلاص البذر من القطن
أتخيل استخراج اللحم الشهي من العظم
أتخيل مدافعين ومهاجمين لم يحصلوا على شيء
أتخيل بيوت العنكبوت ووهنها
أتخيل أبي وأمي وإخوتي وأصدقائي
والعالم أجمع يشيعون الشمس قبل غروبها
ويثرثرون كالمجانين عندما يلفحهم الصقيع.
بقلم عبد المنعم محمد … مصر
Discussion about this post