بقلم حسونة فتحي
لم يذكر التاريخُ
أن أمرًا عظيمًا حدث في مثل هذا اليوم
الثامن عشر من فبراير/ شباط
لم يولد نبيّ،
لم يَعُمّ سلام بين متحاربَيْنِ،
لم بتضاعف دخل أبي…..
لا شيء يُذكر
ليكون مبرِّرًا مناسبًا لأن يختاره كتاريخ لمولدي
فأنا- كما رَوَت أمي- وُلِدتُ قبيل انتهاء ليلةٍ مقمرةٍ
ذاتَ صيف قديم
وكمولود سابع بين أخوته
لم تروِ الحكاياتُ الشعبية
أن إدراجي ضمن سجلات المواليد
أمرٌ سيغيّر التاريخ
هكذا.. ظللتُ مجهولاً
ابادل الأيام التجاهل والجهل
حين تجاوزتُ أعواميَ الخمس الأولى
– وكنتُ أطولُ قليلاً ممن بلغوا سن دخول المدارس-
قرَّرَ أبي، ليتخلصَ من جهلي وتجاهلي، أن أكون معلومًا متعلمًا
فكان إثبات مولدي التقديري
بما يفيد تجاوزي السنوات اللازمة لدخول المدرسة
وكان الثامن عشر من فبراير
دون أن يدرك أنه يوم يجهله التاريخ
ودون أن يتغير أي شيء
تلك حكاية عادية
أو ربما معقدة
إذا لحِظنا أن فبراير
شَهرٌ ناقصٌ وبارد
وأن لا فارق بين الأيام
لكنها بضع وستون عامًا مضت
دون أن تكشف الأيام عن خباياها
وما خفي
لم يعد عظيمًا
فالحياة بابان
والسعادة نافذةٌ قديمةٌ
لا تحجب الرؤية عن قلبك.
العملُ عبوديةٌ
والعبادة أن تتقنهُ
وأنا- كصحرائيٍّ بدائيّ- أتقن التجاهلَ والجهلَ
والوحدةَ
والغيابَ والصمتَ
فلم تقف الأيام ببابي مطالبةً بأي شيء
وليس هناك ثمة يوم مفصليّ
فكل الأيام تقع بين ما قبل وما بعد
وكل الأيام
هي الثامن عشر من فبراير.
Discussion about this post