في وقت مبكرٍ وفي حديقة منزلها
منزلها ذاك الذي خلع عنوانه
لم تكتمل الّلوحة الزّهرية
لم تُلق أيّ من حبات الطّلع تحية الصّباح بعد
رغم اليوم الجّميل
ثمّة أزهار من البيلسان
متناثرة في الحديقة حوله
حيث تنام شجرة هناك نومها اللامتناهي
بدون زمن يحكمها
فلا توجد بداية له ولا نهاية
في نهاية أغصانها تتجمع أوراق
الكثير من الأوراق
بعيدة بعيدة جدا
تكاد تكون عطرة شفافة وغير مرئيّة
هذا ما يسمونه بالجنة
هكذا أخبرتها جدتها ذات عصاري
كان شيئا يدعو للحياة
وحين كبرت علمت أن خلف هذا الجمال المفرط
حرب قائمة ومباني مهدمة وحواجز نفسية
استعصى على الدواء عبورها
فمن هواجس الليل الطويلة
تولد مئات الأوراق وتبكي عشرات الأغصان
كي تمنحنا الفكرة
الفكرة المعطرة بالزّنبق
هل يمكن قتل شخص ما بالزّنابق ؟
قد قتلها حديث زنابقها
حين طاردت الشمس على ضفاف الكلمات
قبل أن يحولها الحديث إلى ظلّ
ويعلمها كيف تكف عن العجرفة
وتغدو أحد أولئك الذين يعبرون الوجود على رؤوس أصابعهم
وهي ممتنة للغرق في سراب القيّظ ..
بقلم الشاعرة جنان الحسن
Discussion about this post