الجمال وحده لا يكفي
الفنانة ليلى شعير فتاة اليوجا وزوجها الفنان عمرو الترجمان
كتب … خطاب معوض خطاب
اختلفت مقاييس ومعايير النجومية في السينما المصرية في أواخر القرن العشرين عن الفترة السابقة عليها، حيث كانت مقاييس النحومية تحتم أن تكون البطلة جميلة وأن يكون النجم وسيما، إلا أن الجمال والوسامة لم يشفعان لأصحابهما طوال الوقت وأكبر دليل على ذلك هو أن الفنانة الجميلة ليلى شعير الشهيرة بفتاة اليوجا وزوجها الفنان الوسيم عمرو الترجمان لم يكن أي منهما من نجوم السينما المصرية رغم ما كانا يتمتعان به من جمال ووسامة.
فالفنانة الجميلة ليلى شعير ذات العيون الساحرة والقوام الممشوق والتي جسدت شخصية الفتاة التي تمارس رياضة اليوجا في فيلم “عائلة زيزي” تعد واحدة من أجمل الفنانات اللاتي ظهرن في السينما المصرية، ووالدتها فرنسية الأصل وكانت تعمل مطربة للأوبرا، بينما كان والدها مصريا وهو أستاذ الفنون الجميلة والنحات ومدير المتحف المصري سابقا أحمد شعير، والجدير بالذكر أن عمها أمين شعير هو كابتن فريق النادي الأهلي لكرة القدم، ومن أشهر الأفلام التي ظهرت فيها بخلاف فيلم “عائلة زيزي” أفلام “السمان والخريف” و”الخروج من الجنة”و”العريس يصل غدا” و”جحيم تحت الماء” و”هروب”، ورغم جمالها إلا أنها لم تصل لمرحلة النجومية ولم تحصل على أدوار البطولة.
أما الفنان الوسيم عمرو الترجمان أو عمر الترجمان كما يكتب أحيانا فيعد واحدا من أكثر نجوم السينما المصرية وسامة، وربما لا يتذكره الكثيرون بسبب قلة عدد أعماله السينمائية، والتي قام فيها بالعمل مع أكبر نجمات السينما المصرية مثل فاتن حمامة وشادية وهند رستم وليلى فوزي، ورغم ذلك ترك الفن سريعا ولم يعد إليه مرة أخرى، والمعلومات عنه تعتبر نادرة، حيث لم تهتم الكثير من المصادر بذكر أي تفصيلات عن حياته أو تاريخ وفاته، ومعظم المصادر التي كتبت عنه تذكر اسمه هكذا “عمر الترجمان”، ولكننا لو رجعنا إلى الأفلام السينمائية التي شارك فيها، لوجدنا اسمه موجودا على التترات وعلى الأفيشات عمرو وليس عمر.
ورغم أن ملامحه الأوروبية ووسامته كانت بمثابة تذكرة دخوله إلى عالم السينما المصرية من أوسع أبوابها، إلا أن وسامة عمرو الترجمان هذه لم تشفع له لكي يستمر في العمل بالفن، حيث أنه سرعان ما ترك الفن بإرادته، بل وترك مصر كلها وهاجر إلى فرنسا، التي استقر بها حيث احترف العمل في مجال السياحة بعدما لم يجد نفسه في الفن، والجدير بالذكر أن عمرو الترجمان قد عمل بالسينما المصرية بداية من سنة 1961 حينما قام المخرج صلاح أبو سيف باختياره للمشاركة في فيلم “لا تطفئ الشمس” مع فاتن حمامة، وشارك بعدها في بطولة فيلم “المعجزة” مع كل من فاتن حمامة وشادية في عام 1962، وتوقع له الكثيرون وقتها أن يصبح واحدا من نجوم السينما المصرية، إلا أنه في العام التالي شارك بدور صغير في فيلم “امرأة على الهامش” مع هند رستم، ثم عاد بعدها بعام واحد ليشارك بدور بارز في بطولة فيلم “ألف ليلة وليلة” مع كل من فريد شوقي وشادية وليلى فوزي، ولكنه سرعان ما ترك العمل بالسينما المصرية فجأة وهاجر إلى فرنسا، وكانت الأفلام الثلاثة الأخيرة من إخراج حسن الإمام.
وشارك في بطولة الفيلم الإيطالي المصري المشترك “A008 Ooerazione Sterminio” أو “عملية إبادة 008″، وكتب اسمه “عمر الترجمان” على تترات الفيلم هذه المرة، وعرض هذا الفيلم في سنة 1965 وهو من بطولة نجمة السينما الألمانية أنجريد شولر والنجم الإيطالي ألبرتو لوبو، بالإضافة إلى الفنان عمر الحريري وعدد من الفنانين المصريين، وكان الفيلم من إخراج الإيطالي أمبرتو لنزي، وهو موجود على اليوتيوب مصحوبا بدبلجة باللغة الإنجليزية، وبعد هذه الأفلام الخمسة ترك العمل بالفن، وسافر إلى فرنسا بصحبة زوجته الفنانة ليلى شعير، حيث عمل في مجال السياحة بينما احترفت زوجته الفنانة ليلى شعير العمل في مجال عرض الأزياء، وشاركت في عدد من الأفلام الأوروبية مثل “الحقيبة” مع ألان ديلون و”القطار” مع إيف بواسيه.
Discussion about this post