-1-
عيناهُ بوابتان مفتوحتان على الأبدية
وكلماتُه قناديلٌ يكادُ زيت حروفها يضيء
أقفلَ السّماءَ على خطيئتهما
وانحنى يوشوش لها الاعترافَ عن إثم القطافِ
هامسًا:
إن الضوء روح البداية
ادخلي إلى أيّامي
شمالي إلى شمالكِ
وشرقي إلى شرقكِ
لنعود نحو سهول الغيمِ
نتبرعم تحت شجرة اليقين
كوطنٍ يلدُ الغابات
ويمحو هذيان التراب عن آخر أيّام الفراغ
باسم الضّوء البعيد
نمسح بعض الخدوش عن صدر القمرِ
فيكتسي جسدَ النّهر بهلاليلَ الفِضّة
ويُردّ لروحَينا السلام.
-2-
في قلبهِ بقعةٌ معتمةٌ
لاينيرها سواها
إن العتمةَ استراحةٌ بين كلمة وكلمة
فيُخبّئ لها في النّهارِ
ابتسامةً
تنسلّ كالنجمات من ذاكرة المساء
خلفَ مرايا الحوار
سارتْ إليه
وكلماتٍ دافئةً يجمعُها في
كفّ اللّيلِ
ما أن يفتحَ قلبَهُ
حتّى تنجذب إليهِ الفراشاتُ
فيغنّي الكونُ أنشودةَ
الضّياءِ
هو الّذي أغلق أبوابَ الكلماتِ
على سراديبِ الصّمتِ
ينتحلُ صفةَ إعصارٍ ثَملٍ
ويراقب الجحيمَ كعالِمِ فلكٍ من بعيد
-3-
وهي تنقّب عنهُ في
وجوهِ المسافرين
غاب كوطنٍ سقط من خارطة الأعداء
ترقبُهُ نوارسًا جفّ نهرها
قد يكون الشّعرُ افتراءً
أو فكرة
تثير شهيّة القرّاء
ولأنّه شرقيٌّ جداً ..
تعلمُ أنّه من عشّاق الجمال
وأن قلبه سماواتٌ تضج بالمجرّات
تريد أن تحددّ أبعادَهُ
تريد أن تخبرَهُ
عن أرضٍ تصدّر الجياعَ
من وراء السّنابل
وعن طيورٍ تنقرُ من أثداء نساءٍ استرخين
على سرُرٍ الشّوك
تختفي شموسها دون مُهادنة في جسد الحكاية
فيشهد الليلُ وثائقَ الألم
هو الغائبُ في مواقدِ السّحاب
وهي الوطنُ أغرقهُ الطّوفان.
بقلم الشاعرة ريما آل كلزلي
Discussion about this post