مات في ريعان الشباب
الفنان علاء ولي الدين توفي في مثل هذا اليوم منذ 21 عاما
كتب … خطاب معوض خطاب
في مثل هذا اليوم منذ 21 عاما وتحديدا في يوم 11 فبراير سنة 2003 توفي الفنان علاء ولي الدين صاحب الوجه الطفولي البريء والطلة المريحة للعين والقلب وهو في ريعان الشباب، حيث لم يكن قد أكمل عامه الأربعين، والأمر العجيب أنه قبل وفاته بثلاثة شهور كان قد اشترى مقبرة في منطقة مدينة نصر، وحينما تعجبت والدته مما فعل قال لها: “ده البيت الأخير اللي هنروح له”، وكان رحمه الله واحدا من نجوم الكوميديا الصاعدين في مصر، وتوقع له الكثيرون أن يصبح واحدا من نجوم الكوميديا الكبار في وقت قليل، وخصوصا أنه قد حاز إعجاب وحب عدد كبير من الجماهير في مختلق أنحاء العالم العربي.
وقد أحب الفن وعشقه منذ الصغر، حيث أنه قد ولد ونشأ في بيئة فنية، فوالده هو الفنان سمير ولي الدين الذي جسد شخصية الشاويش حسين في مسرحية “شاهد ما شافش حاجة”، وكما يقولون في الأمثال: “ابن الوز عوام” و”من شابه أباه فما ظلم”، فقد أراد علاء منذ صغره أن يحذو حذو والده وسلك مجال الفن ، ولكن والده كان رافضا وبشدة لمبدأ أن يدرس ابنه الفن أو أن يعمل به، وأوصاه لو أراد أن يكون فنانا فلابد أن يستكمل تعليمه ويحصل على شهادة أولا وبعد ذلك يدخل مجال الفن وقال له: “الفن مش بيأكل عيش”.
وقد تعب علاء ولي الدين كتيرا في حياته، ففي أيام دراسته بالثانوي التحق بالعمل كعامل في أحد الفنادق ليساعد نفسه وأسرته، وفي أيام الجامعة عمل كحارس أمن بأحد المحلات التجارية، وقد حصل علاء ولى الدين على بكالوريوس تجارة من جامعة عين شمس وهكذا نفذ وصية والده، وبعدها حاول أن يدخل معهد التمثيل أكثر من مرة، ولكن في كل مرة كان يقدم فيها أوراقه كانوا يرفضونه بسبب وزنه الثقيل ولكونه غير وسيم، بل واتهموه بأنه لا يصلح للتمثيل مطلقا.
وقد قام المخرج نور الدمرداش صديق والده بإلحاقه للعمل معه كمساعد للإخراج، وقال له مواسيا: “إن كان القائمون على معهد التمثيل قد رفضوك، فأنا سوف أدخلك أكاديمية نور الدمرداش وسوف تنجح من خلالها، وبالفعل عمل علاء ولي الدين مساعدا للإخراج مع نور الدمرداش، وخطوة خطوة بدأ يطرق باب التمثيل، مرة كومبارس صامت ومرة كومبارس متكلم، ثم قام بأداء مجموعة أدوار صغيرة مع عادل إمام صديق والده، والعجيب أن هذه الأدوار الصغيرة أصبحت علامات في تاريخ علاء ولي الدين السينمائي بل وفي تاريخ السينما المصرية، مثل أدواره في أفلام “الإرهاب والكباب” و”المنسي” و”بخيت وعديلة”.
وهكذا أصبح اسمه معروفا وبدأ السير في طريق الشهرة، حتى ظهر فيلم “إسماعيلية رايح جاي” وبدأت مرحلة الفنان محمد هنيدي والنجوم الشباب، فقام علاء ولي الدين ببطولة فيلم “عبود على الحدود” ونجح الفيلم نجاحا كبيرا، وبعدها قام ببطولة فيلم “الناظر” الذي حقق نجاحا فاق جميع التوقعات، وحقق في ذلك الوقت إيرادات غير مسبوقة، ثم قام ببطولة فيلم “ابن عز” ولكنه لم يحقق نفس النجاح ولم يكن على نفس المستوى.
والفنان علاء ولي الدين ورث الفن عن أبيه وورث عنه كذلك ضخامة الجسد والوزن الثقيل، وكما أدى الأب سمير ولى الدين دور الشاويش مع عادل إمام في مسرحية “شاهد ما شافش حاجة، فقد قام الابن علاء ولي الدين بأداء دور الشاويش مع عادل إمام أيضا في فيلم “بخيت وعديلة”، ومن العجيب أن سمير ولى الدين والد علاء مات قد قبل أن يكمل الأربعين نن عمره، والأعجب من ذلك أن علاء ولي الدين لم يرث الفن والوزن الثقيل فقط عن أبيه، بل ومات هو الآخر قبل أن يكمل عامه الأربعين.
فعلاء ولي الدين كان مريضا بمرض السكر، وقد طلب منه الأطباء بإلحاح أن يقوم بعمل ريجيم كي لا تسوء حاله، ولكنه كان يقول: “مش متصور نفسي نحيف، دول عاوزين يخلوني أكون واحد تاني معرفوش ومش عاوزه، أنا بحب نفسي كده ومش متصور نفسي نحيف في يوم من الأيام”، وتوفي علاء ولي الدين في يوم 11 فبراير 2003 أول أيام عيد الأضحى المبارك بعدما أدى صلاة العيد ثم عاد إلى بيته وقام بالإشراف على ذبح أضحية العيد وتوزيع لحومها، ثم استأذن أهله وقال لهم إنه سوف ينام ويرتاح قليلا، ودخل غرفته لينام ويرتاح وهو لا يعلم أنها كانت نومته الأخيرة وراحته الأبدية.
Discussion about this post