الشاعرة حوراء الهميلي
السعودية
*شهقةٌ مِن حُنْجَرَةِ الضَّوْءِ*
مرَّتْ على الضوءِ ،
مِن أنوارِها شَهَقَا
كانت تدلِّلُ مِن أنفاسِها الشَّفَقَا
كانت تحيكُ خيوطَ الشمسِ
ناسجةً
حلمًا جميلًا لفجرٍ لمْ يَنَمْ أَرَقَا
تَشَرَّبَ الصبحُ مِن لونِ ابتسامتِها
حتى يكادُ الهوى
يُودي بهِ غَرَقَا
البحرُ في عينِها
همسٌ حكايتُه
ما مرَّ موجٌ بهِ إلا لهُ اسْتَرَقَا
تمشي على سلَّمِ الغيماتِ يَتْبَعُها
غيثٌ هَمَى
فوقَ صدرِ الأرضِ وانْطَبَقَا
الأرضُ قربانُ عينَيْها
يُقَدِّمُهُ
نَذْرُ الترابِ بِأنْ مِنْ طينِها خُلِقا
تقَلَّبتْ كيفما شاءَ الجمالُ لها
نهرانِ مِن كفِّها الكونيَّةِ ائْتَلَقا
نهرُ النبوةِ
في أجلى تَدَفُّقِهِ
كانت إليه مَصَبًّا هادِرًا وسِقَا
أما الإمامةُ
جسَّتْ منه تُرْبَتَهُ
فما استكانَ بهذا الحبِ وانْفَلَقَا
أيَّ انعتاقٍ
تُديرينَ الوجودَ بِهِ
حتى غدا عالمُ التكوينِ مُنْعَتِقَا
بكِ استقرتْ موازينُ الكتابِ
فَمُذْ نطقتِ بالوحي
روحُ القدسِ قد نَطَقَا
***
مرَرْتُ عَبْرَكِ نَحْوِي
حيثُ أبهرني مِن هُوَّةِ الغيبِ
نورٌ حالَما انْبَثَقَا
شعرتُ بالمنتهى كفِّي تلامسُهُ
مِن فَرْطِ ما مسَّني المعنى
بيَ احترقا
فراشةُ النارِ
ما امتدَّتْ غوايتُها
إلا لِتُشعلَ في وجدانِها الأَلَقَا
ظِلِّي يسابق خطواتي وأسبقهُ
أراهنُ الوقتَ
مجتازًا لمَنْ سَبَقَا
مَرَرْتُ عَبْرَكِ
حيثُ الحبُ عَبَّدَني
وكنتُ بالطينِ دربًا شائكًا زَلِقَا
ما للقناديلِ في قلبي مُعَطَّلَةٌ؟
كأنما زيتُها في ظلمةٍ
غَرِقَا
كأنني
في أثيرِ البوحِ حُنْجَرَةٌ
مرَّ الصدى عَبْرَها
فارتدَّ مُخْتَنِقا
غَنَّيْتُ مَوَّالَكِ القدسيَّ في شَفَتِي
لحنًا ببابِ خلايا الروحِ
قد عَلِقا
مُوَزَّعًا بين إيقاعاتِ بسملةٍ
تبارك الحبُ
إيمانًا
هدىً
وتُقى
فيا أرقَّ نسيمٍ مرَّ في رئتي
مِن عالمِ ال(قبلِ)
يفشي في الذرى العَبَقَا
ويا ارتعاشاتِ قلبٍ فزَّ مِن حُلُمٍ
لا شيءَ يشبهُ
نبضَ القلبِ إنْ عَشِقَا
إلى العروجِ مرايا الغيبِ تجذبني
أغمضتُ جفني
ولكنْ نورُها مَرَقَا !
مسافرٌ فيكِ عقلي
كيف أُفْهِمُهُ ماهيةَ النورِ
ضوءٌ خاطِفٌ بَرَقَا
جهلتُ معناهُ لم أدركْ دلالتَهُ
لكنْ يقيني
بما في سِرِّهِ انْغَلَقَا
حشدتُ رؤيايَ
بالأفكارِ أحرثُها
عكَّازُ عقلي يهشُّ الشَّكَّ والقَلَقَا
في الأبجديةِ
ثوبُ التيهِ
أُلْبِسُهُ عباءةً مِن مجازٍ
تُبدل الخِرَقَا
أنا استعارةُ حبٍ فيكِ تائهةٌ
لم يجرؤ الحِبْرُ أنْ يُدْني لها وَرَقَا !
أنا تناهيدُ فجرٍ فيكِ
يُوقِظُها صوتُ التسابيحِ
ذِكْرًا يحضنُ الأُفُقَا
أُصغي إليكِ
ابتهالُ النورِ يغمرني
زهراءُ يا مُنْيَةَ المشتاقِ إذْ أَبِقَا
ما زلتِ في صفحةِ الأفلاكِ كوكبةً
تهدهدين
الدجى
والصبحَ
والغَسَقَا
Discussion about this post