بين الحياة والموت… وفي هذه اللحظة الفارقة وانت جالس على ناصية الموت تنتظر خروج الحياة منك وروحك تستعد لخلع ثقل الجسد عنها والتخلص من حاذبيته التي انقضت ظهرك لسنوات
في هذه اللحظة ،وأنت تتأهّب للتحليق بلا أجنحة وبخفة وانسيابية في سماء الحرية البراح
في هذه اللحظة ،أنت سيد الموقف حيث ترى شريط العمر يعرض أمامك ،وترى نفسك تتحرك بخفة ونشاط وتتنقل عبر السنوات بأريحيّة ولا شيء يعرقل حركاتك
وكـأنَـكَ تركب قطارا سريعا تاركا كل شيء يهرب الى الوراء -إلّا أنت – تندفع ،تهرول مسرعـا إلى الأمام ،الى نقطة النهاية التي قد تكون هي البداية باعتبار أنَ الموت هو مرحلة انتقال الى الحياة الحقيقة السرمدية
ويوما -ما-ستكون قصة منسية أسقطتها الذاكرة من سراديبها
وهذا هو الحزن …هذا هو الحزن الثقيل والحياة التي أنت راحل إليها، لا تتّسع لاحتوائه والعمر الخالد لا يسعه …وطريق العمر لا يسلك مرتين …
هكذا أنت وأنا ،وهكذا كلنا. ( وهكذا كل من عليها مصيره الفناء…) مع تلاشي آخر نفس يبتلعنا الفناء…
أنت وريقة في شجرة الحياة التي تسقطك متى هي تشاء ودون أن أنتَ تشاء، لتكتسيَ أوراقا أخرى تخلعها متى حان الوقت …
مزاجية هي الحياة شرسة الطباع
تتنكّـر للعشرة ولسعة بالك وصبرك عليها وعلى ألاعيبها وشراكها …
تقضي المسافة الفاصلة بين مجيئك إلى الحياة ومغادرتك لها تنـزع أشواكها من روحك ،وتُنقّي قلبك من أدرانها،وحين تدرك حقيقتها تغدر بك وتسلبك الروح بكل جبروت وديكتاتورية..وتفاصيل الحياة بات يشتريها الموت بالجملة
أيها الموت الذي يسلبني حياتي الأولى
على أمل الحياة الخالدة تمهَّـــلْ…فلا حاجة لي بأن تعدني بحياة بعد الحياة….
Discussion about this post