بقلم … عهد نوفل
هذا عاشقٌ غافلَ حبيبَتهِ
و غابَ للحظةٍ عنها
سرقَ وردة
و لحقَ بها .. يركضُ بينَ الزحام
كِلاهُما صغيران ..أصغرُ مِن عُمرِ الحلُم
وها هوَ يندهُ عليها
” جئتُكِ يا حبيبَةَ غَدٍ وما بَعدَ الغد مِن صداقةِ أمسٍ وما قبلَ الأمس .”
قدّمَ قلبهُ الذي يَملكُ ..
معَ الزهرةِ المسروقة
ها هيَ تأخذُهم بيدٍ وتعطيهِ قلبَها باليَدِ الثانية
إنّها تَعرفُ .. بل إنّها مُتأكدةٌ مِن أنهُ سرقها
فماذا تفعلُ هيَ؟
وماذا يفعلُ هوَ؟!
فهوَ متسولٌ مِثلَها
و مِثلُها يَلبسُ ثياباً مُهترِئة
بل إنهُ يَجولُ دمشقَ خطوةً بخطوةٍ معها
و يَشحدان ..
وهذا عاشقٌ آخر
بِعُمرِ الليل
قد أنهكهُ البحثُ وراءَ التسول
ويَنامُ الآنَ على صَدرِ حبيبتهِ
هكذا .. أمامَ الناسِ
هكذا .. على الملئِ
ويُعانقُ دمشقَ
يُعانقُ حبيبةً بِعُمرِ القمر .
وهذا عاشقٌ ثالث
بِعُمرِ النهارِ
لم يُفلِح في الحُبِّ
ولا حتى في الصداقةِ
فقررَ أن يكونَ وسيلةً
و ها هو الآن يشتري و يبيع علاقاتٍ
على شَكلِ ورودٍ .
وهذا رابعٌ
بِعُمرِ ضحكةٍ
مرةً أحبَّ
و مرةً بكى ..
فلم يلاقي مَن يمسحُ لهُ الدمع
و أبى أن يُنادي أحداً لذلك
فجعلَ يدورُ في الحاراتِ العتيقةِ
حيثُ مقرّ الحُبّ
حاملاً بيديهِ أكياسَ مناديلَ كثيرة
سائلاً في الناسِ ” بدك محارم؟!. ”
بقلم … عهد نوفل
Discussion about this post