بقلم … جواد الشلال
كلما أثيرُ غضبكِ يطلقُ خصركِ الفراشاتِ فتهدأُ الحروفُ وتعمُّ السكينةُ..
.
.
تلفتُ انتباهي صورُ القططِ ببعض اللوحاتِ الذكيةِ،
أعرفُ أن هناكَ فوارقَ كبيرةٌ بينكِ وما رسمهُ الرسامون.
لم أُتعبْ نفسي بعلمِ السلالاتِ، هكذا يسمونهُ كما أتخيلُ،
لكني أعرفُ أنكِ تزدحمين بالصبرِ وترشينَ الماءَ على حدائقِ صدري بوقتٍ مبكرٍ!
تكتبينَ مشاعركِ بعيونكِ وأصابعكِ.. ترسمينَ خطاً مستقيماً للمرورِ،
وتقفزينَ عليهِ مثلَ طائرٍ وجدَ بابَ القفصِ مفتوحاً.
عندما أقولُ لكِ: كم أنتِ مدهشةٌ وتسيلُ الدموعُ مجدداً خوفاً من فرحةٍ قد تخرجُ مسرعةً من بابٍ خفيٍ..
بابٌ يشربُ الدموعَ والذاكرةَ ويمزقُ ثيابَ النومِ!!
أنتِ قطةٌ تُكثرُ من الأدعيةِ عندما يحينُ موعدُ البكاء.
في طرفِ اللوحة شيءٌ يُشبهُ ضحكتكِ حين تمرينَ. نسيتُ أن اخبركِ أنها
دنانُ نبيذٍ ابيضٍ..
من الاختلافاتِ المشهورةِ في تقويمي عندما تفركينَ عينيكِ يصبحُ لونُهما بحراً عند المساءِ يعجُّ بالمحارِ والطيورِ وسفنٍ مغادرةٍ
كنتُ أضعُ اصابعي على شعركِ .
تزهرُ على أطرافِ شفتيكِ قناديلُ ابتسامةٍ، وعطرٌ يمسكُ باطرافِ البهجةِ ليحولها روايةً مبهرةً.
في الطرف الشمالي للوحةِ أعشابٌ وطيورٌ وشجرةٌ تُغطي القططَ.
لم يكنْ هناك سوى عصفور واحد.
وللمفارقةِ كان وكأنهُ يتغزلُ بهنَّ وهو خائفٌ!! أتقدرينَ الغزلَ في هكذا حال؟
الغزلُ هنا يشبهُ برعماً يتفتحُ.
أعودُ مرةً أخرى؛ أضعُ أصابعي؛ أكررُها زيادةً في جمالِ التوكيدِ..
أصابعي،
أصابعي ..
ً على شعركِ خوفاً من مخالبكِ الصغيرةِ حين تغضبين، وتحدثينَ نفسكَ ، ولأشمَّ عطركِ المكتوبِ في كتابٍ ازرقٍ، يشبهُ لونَ السماءِ…
ذلك هو التشابهُ بينكِ وبينَ قططِ اللوحةِ.
هو أمرٌ ملفتٌ ونبيه، يوشي لي بأنْ أعودَ وأخبرَ أصابعي أنْ تعودَ ترتبُ تسريحتكِ التي تشبهُ مدينهً مزدحمةً بالهدوء….
بقلم … جواد الشلال
Discussion about this post