الفنان صفا الجميل
وقع في حب ليلى مراد وأسمهان وتفاءل به محمد عبد الوهاب
كتب … خطاب معوض خطاب
الفنان صفا الجميل يعد واحدا من أشهر الفنانين الذين ظهروا على شاشة السينما المصرية في الأفلام الأبيض والأسود، وربما لا يتذكر البعض اسمه لكنهم بالتأكيد يتذكرون صورته وهيئته التي اعتاد الظهور بها، حيث اعتاد أداء أدوار صغيرة في عدد من الأفلام السينمائية والمؤكد أن أشهر أدواره العالقة بذاكرة المشاهدين هو دور نوفل في فيلم “شباك حبيبي” ودور حرنكش ابن الفنانة زينات صدقي في فيلم “دهب”، ولعلنا نذكر جملتها الشهيرة حينما ضربته الطفلة فيروز: “ابني اتشلفط خالص، دانا حارميه للقطط ياكلوه”.
وكذلك ظهر صفا الجميل في فيلم “اليتيمتان” مع فاتن حمامة، فهو الذي وضع النشادر في عينيها، كما ظهر في فيلم “سلامة في خير”، حيث كان طالبا في المدرسة وبرز بغنائه بصوته النشاز في أداء كلمتي محببا وترررم، كما ظهر في أفلام أخرى منها “مطلوب أرملة” و”مع الناس” و”الأستاذة فاطمة” و”العزيمة”، ونلاحظ أنه قد اشترك في بطولة فيلمين تم اختيارهما من بين أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية وهما “سلامة في خير” و”العزيمة”، ورغم أن معظم أدوار صفا الجميل تم حصرها في شخصية المعاق ذهنيا، إلا أنه في الحقيقة كان يتمتع بالذكاء الحاد بشهادة الجميع، ولكنه كان فقط يعاني من صعوبة في نطق الكلام، كما أنه كان محبوبا من جميع الفنانين لطيبته وذكائه وعفة نفسه وترفعه الشديد رغم فقره الأشد، وكانوا يقربونه منهم ويحبون مجالسته، بل وكانوا يتفاءلون به.
فها هو ذا الموسيقار محمد عبد الوهاب والفنان أنور وجدي والشاعر صالح جودت يصرون ويحرصون على حضوره أثناء تنفيذ أعمالهم تفاؤلا بوجوده ومحبة له، وكان صفا الجميل راضيا بنصيبه من الدنيا، حيث سئل يوما عن شكله وعدم جماله فقال: “الحمد لله أنا راضي عن شكلي، مش يمكن يعملوا مسابقة أوحش واحد وأفوز فيها؟!”، وفي أكثر من حديث له كان صفا الجميل يذكر أنه يحب الفنانة ليلى مراد، وكان يرغب في التقدم لطلب يدها، ولكنه كان يتراجع لأنه ليس جميلا مثلها، كما أنه وقع في غرام الفنانة أسمهان التي كانت حريصة على تقريبه منها تفاؤلا به أيضا، وهكذا عاش صفا الجميل أو صفصف كما كان يطلق عليه محبوه جميلا صافيا محبا للجميع محبوبا منهم منذ ولادته في يوم 7 فبراير سنة 1907 كما ورد في العديد من المصادى حتى وفاته في يوم 27 يونيو سنة 1966، ورغم وفاته منذ ما يقرب من 58 سنة إلا أنه ما زال عالقا بذاكرة محبيه من المشاهدين الذين تتفجر ضحكاتهم بمجرد ظهوره أمامهم على شاشة التليفزيون.
Discussion about this post