سَكينةُ الأنفسِ
حينما يَسكِنُ كلَ شيءٍ .. يَضجُ الهدوءُ بأوراقِ الشجرِ
و ينتهي بالتلويحِ لما ..
هذا يودعُ ذاك
فيما أنا أفتحُ الذراعين بلا وَهّنٍ
مثلكِ أنتِ !
تدهشينني بالرقصِ عندَ كُلِ فاجعةٍ
تُرائينَ لي ..
حقلاً مُتراميَ الأطرافِ
من سنابلٍ تحملُ البُشرى .. لتُبهجُني
أيُ حَبةٍ أنتِ ؟!
قَمحيةٌ و تُسقى ..
فتُروى
أرضٌ ..
لا ينبتُ فيها إلا النبضُ
أرضٌ ..
تعطشُ .. فَتَتفجرُ لبساتينها عيوناً
أرضٌ ..
يستلقي فلاحوها على الأديمِ .. بلا لغوٍ و لا تأثيم
أيُ حَبةٍ أنتِ ؟!
ساقيةٌ .. يَعرجُ اليها أصحابُ البئرِ
ساقيةٌ .. ينسابُ عليها أهلُ الذكرِ
ساقيةٌ .. يأتي منها على مهلٍ .. إليَ .. نبعٌ و أجر
أُلقي عليكِ سلامي
و أعرفُ
انَ اليدَ التي تلوحُ بعدَ عُسرٍ
تختبئُ بينَ الأضلعِ
تبحثُ عن دفءٍ و شيءٍ منَ الأمانِ
ليسَ لأهل المدينةِ الا الصبرَ
و همُ مثل الأغشيةِ
لأيِ ريحٍ
يتهاوى عشقهم حيطاناً مسبيةً بلا نواحٍ
و جهرةً
أسمعُ من الأنهرِ
غرقاهم
يودعونَ الأحبةَ من أطراف الجدائلِ
لا يُخزي الضجيجُ إلا بكاءَ الأُمهاتِ
و لا يسكتُ الأمهاتِ إلا عودة الموتى .. !
و كيفَ يعودون ؟
و ايدينا مذنبةٌ بهم ..
ثمَ هنالكَ اثمٌ كبيرٌ .. يُلقي ظلهُ على بساتينِ الوردِ
يُسكتها
و لما نسأل ؟
يؤنبُنا بالعللِ
فلا نؤجرُ إلا و في باطنِ كفِ كلِ واحدٍ منا صاعٌ من نسوةٍ حزينات
بقلم سُهيل الخُزاعي
Discussion about this post