هذا شأن النرد يا غريب
..
Your Content Goes Here
كم تبدو باهظا
حين يشيّؤك الرصيف الرخيص
وينهر أحلامك الضالة
المؤدلَجون الصغار
وكم تبدو ـ أيها الشفقيّ ـ فائضا ومُبررا
حين ترشقك المطر
غافيا تحت فواق نفيرها
بالمرافئ والنجوم
ينفثك لونها الحار
في وجوه الكالحين القدامى
والربابنة المارقين
فدع مدينتك العجوز
تزهق ضوءها
تحت نعلك المنقوع في بلل الحدائق
وفي أثر القصائد والياسمين
فكم تبدو سامقا
حين تكسرك ضحكات سأمها
وتؤججك طواحينها العمياء
كم يبدو ليلك الملطخ بالانتظار
فادحا كقرنفلة
وفاحشا كالبواكير
حين تذهب أبعد من اللغة
وقلبك يعوي بالبكاء الكثيف
وكم تبدو هامشيا وعارضا
حين تلوثك المقاهي بموسيقى صاخبة
تُطل من أجاج
لتفيض منزوف الكأس
عاريا
كمدينة تتمزق في ليلها
تُرضع قوافيها للغرباء
وتعرّي نهديها للشعراء
والهائلين
تبصق في وجه الساسة والشياطين
وحين يلفظها الليل
يخلع أسماء شوارعها النبيلة
البحر
والمجارير
المدينة النرد
التي تمتطي ضجرها الأبواق
ولوك النساء الصاخبات
فدع مدينتك المرصوفة بالمواعيد
تدّعي محبتك كما تشاء
لتسرج ليلك بنجمة الكلام
وتدلق على نثرك
الحرير والغار
دع أزقتها الحمراء
ترتمي في نردك العالي
لتهبك الملح
وتؤنسن كلماتك الكائنات
كم تبدو أيها الفرحيّ الجزاف / الحكمة المفر
حين يرفعك عُري القصيدة
من سُكْرك الرصين
إلى إثم الكلام الفسيح
وكم تبدو نبيلا
كفنار مرفأ قديم
يبلل ضوءه أرصفة العاشقين
حين تُضمرك مشيئة المجاز
تلك المشرعة على خمر دون نديم
ليراك المطر
مملوء بالشتاء
خافتا
كثقب أسود
بلا سماء أو مراجيح
يهبك الوجع لدهشة الكلام
ونساءك الوثيرات للسنديان
والرماد
كم تبدو باردا
تجاه ابتسامة ساطعة
تتسرب من خلف الشبابيك
تشهرها حبيبتك السامقة
في وجه غيم عاقر
وقحط العناقيد
تلك المعجونة بنرد لحظها
المغموس صوتها في عبق البحر
وتوابل العيد
تلك التي نهدها الصارم
يأبى أن يلوّح لكل صيف عقيم
لا ينثر للعصافير البهجة
وللوطن الدهشة
والحنطة
والزغاريد
كم يبدو صباحك رائجا بالنبوءات وبالجواسيس
حين يضاهيك النرد
وتلتهمك الصفات
وكم تبدو شديد الاحتمال
وكثير الغرابة
حين يستحيل قلبك حُوذي أغنيات
ووريدك الطالع من جنوب الحكاية
يهدر بامرأة
مدلوقة على مساء حامض
كمدينة زور
تخسر حربها
ضد القبيلة
والحداثة
..
و الآفات .
بقلم علي الربيعي
Discussion about this post