مازال لديّ ولدان
والخوفُ ثالثهما
وأذكر في نصٍ سابق أنه صار كأب
يعيشُ معنا
ويأكلُ مثلنا..
الخوف أب نزق
كثير الصراخ
حادّ الطباع
عصبيّ المزاج
يضع كرسيّه كل صباح
على باب المنزل كرجل تسعينيّ
يُحدق بالمارة
يرسل معنا طيفه
إلى العمل
إلى المدرسة
وحين نعود في المساء
نجده في انتظارنا
ليدخل معنا ويغلق الباب..
الخوف أب نزق
كثير الصراخ
حادّ الطباع
عصبيّ المزاج
لكن كرمه لا محدود في الخوف
نأخذ مصروفنا اليومي منه بسخاء
وبرصيد مفتوح إن صح التعبير..
………….
النص السابق
لديّ ولدان
والخوفُ ثالثهُما..
يعيشُ معنا
ويأكلُ مثلنا..
إلا أنه يُفّضل طبق الحاضر والغدّ..
يلعبُ معهُما،
لهُ نصيب كبير من سلّة الألعاب
وسريرٌ فارغ..
مثلهما تماماً
أبتاع له السكاكر وحلوى الكولا..
أسيرُ بهما إلى الحلاّق
فأصطحبُه معنا لأُشذّب أطرافه..
أقطعُ لهُ التذاكر
في مدينة الملاهي..
أذهبُ إلى المدرسة
بعد أن استدعتني الإدارة كوليٍّ لأمره
لأن الخوف كسر نظّارة أحد التلاميذ
في الفُسحة دفاعاً عن أحدهما..
كبُر أولادي
وكبُر الخوفُ معنا..
صرنا جميعاً نُنادي على الخوف :
يا أبي..
بقلم ماهر محمود
Discussion about this post