صوتٌ سماويّ يطوفُ ورائي
ويخيط أضواءَ السّنا بردائي
وسماءُ ذاكرتي تلملمُ نفسَها
لتشدّ خيطَ الشّمسِ في سيمائي
وتعيدَ هيكلةَ السّرابِ بدفتري
وتعيدُني منْ محنةِ الإقصاءِ
أمّا سنيني الغارباتُ تَجُرّني
جرّاً لأحزاني وشَرْعِ بُكائي
ما جئتُ إلا كي أكونَ بمفردي
وجهاً أطوفُ مواكبَ العلياءِ
وأغذّ خطوي صوبَ آخرِ قمّةٍ
لأرى مكاني في ذرى الجوزاءِ
أوغلتُ فابتزتْ خُطاي رؤى المَدى
وعلوتُ فوقَ سفاسِفِ الأشياءِ
وسكبتُ في نهر التغرّبِ موجتي
ومشيتُ وحدي في لظى البأساءِ
أُملي كؤوسي من نظارِ توهجي
وأمدُ آياتي بنور ضِيائي
أمَرْتُ نفسي في دويلةِ أحرفي
وبِها بنيتُ لقُبّتي الشمّاءِ
أنا آخِرُ الملِكاتِ شِدّتُ حضارةً
والنورُ والأنوارُ منْ ندمائي
أنا لا سِواكَ وأنتَ وَحدَكَ لا أنا
وأنا الأنا أعلو على النُظراءِ
أنا لوحةٌ للشعرِ بي رَقصتْ على
صِفرِ السّطورِ وصيحةِ البُلغاءِ
أعلنتُ دستوري وصغْتُ بنودَهُ
وبهِ منعتُ النارَ من إيذائي
وسكينةُ الأرواحِ في روحي اهتدتْ
وأنا اهتديتُ لعالمي بجلاءِ
لَملِمْ يديَّ وكُنْ براعِمَ فَرحتي
حتى أكونَ أميرةً بثرائي
فانشُرْ طِيوبكَ في مدارِ خوالجي
واملأ جناحَ الحُسنِ في أشيائي
وأطِلْ على قلبي الجريحِ وسوّهِ
ممّا يُعاني من جوى الإيذاءِ
فمحبتي للخير تسري في دمي
والخيرُ يجري من يدي بفضائي
أنا جَذرُ هذي الارضِ أحلامي بها
نبتتْ وظلتْ ترتوي بِروائي
أنتَ العراقُ بعينهِ وبرائهِ
وبألفهِ ريٌّ إلى الفقراءِ
في قافِهِ كُل الطوائف جُمعتْ
وتوحدتْ رُغماً عن الأعداءِ
شُكراً لكُل مدججٍ في حرفهِ
أمسى ينُافحُ عن دمِ الشهداءِ
وبهِ توقفتِ العواصِف كُلّها
وَبهِمْ عَقَدْتُ على الدفاعِ لِوائي
فأنا التي تفدي البلادَ بما ترى
حيثُ البقاءِ فضيلةَ الشّرفاءِ
شُكراً لفتيانِ النِضالِ جَميعِهمْ
شُكراً لكم يا أجملَ الشُعراءِ
نوستالجيا
زينب العزاوي
Discussion about this post