هل من الضروري ان يرتبط الشاعر بشاعرة ارتباطا عاطفيا يكلل بالزواج والشراكة بالحياة معا ؟
وان تعشق الشاعرة شاعرا مثلها ..؟
لم يتبادر في اذهان الكثير مثل هذا السؤال ، سواءا كانوا شعراء وادباء ام لم يكونوا
في الواقع لا نستغرب كثيرا من ارتباط فئة الاطباء بالطبيبات ، ولا ارتباط الفنانين بالفنانات ..
ويبدو الامر طبيعيا جدا
لكن كيف الحال مع الشعراء ..؟
وكيف الحال مع النساء الشواعر ؟
وهنا لابد من الوقوف على نفسية وطبيعة الانسان الشاعر/ الشاعرة
الشاعر انسان مرهف الحسّ ، شديد الحساسية ، فيه من الشفافية ما يجعله مختلفا عن غيره ، حتى في نرجسيته الشعرية ، يرصد ما يخفى عن الكثير وينفعل معها انفعالا وجدانيا ، تختلف رؤاه عما يراه غيره ، ويلازمه التوتر بقدر الضغوط التي يسببها له النص الشعري ،
عالم خاص ملئ بالانفعالات الحسية والروحية والفكرية ،
ومن الممكن ان يرتبط بالزواج من خارج عالمه الشعري حين يجد امرأة تتفهم وضعه النفسي والروحي ، وتغدق عليه مشاعرها العاطفية والروحية
غير ان الامر مختلف عند المرأة الشاعرة ، فغالبا ما تصطدم بمسؤوليات الحياة الجديدة اذا اقترنت برجل من غير فئة الشعراء .. وغالبا ما تجد من الشريك عدم الاكتراث بكينونتها الشعرية والحسّيّة المرهفة فنجد الاغلب منهنّ من تطوي صفحة الشعر والادب وتقفل على دفاترها القديمة وفي اعماقها حنين يشدّها لما كانت وما آلت اليه ..
فالنفس بالنفس تُعرف ، والروح بالروح تقترن ، ولا تجد ضالّتها الا في صنو نفسها وتوأم روحها ..
وقد تجد لونا من الوان السعادة ، مقابل ان تغفل او تتغافل عمّا كانت عليه وتعيش امرا واقعا كيفما كان ..
فمن لا يعيب على ما ذكرنا في مستهل الاجابة من ارتباط الاطباء بمثلهم ، والفنانين بزملائهم ، وغيرهم من ارباب الاعمال والمهن ، فلا يعيبنّ على الشعراء والشواعر ما يتناغم وتوجهاتهم النفسية واختياراتهم الروحية ..
فقد لا يفهم الشاعر الا شاعر مثله ، وقد لا بحتمل نرجسية الشاعرة الشعرية الا شاعر يدرك عالمها ، ويحتويها بكل ما فيها من تقلبات وانفعالات وكل ما هي عليه ..
وتبقى الحالة نسبية ..بين مجتمع وآخر ، وبين ادراكات عقلية واخرى .. وعلى وجه الخصوص في مجتمعاتنا العربية التي عندما يفرض الواقع نفسه ، تخرج من شقوق الجدران والنوافذ كل عوالم الحسّ المرهف ، وشفافية الروح ، وملكوت الحرف ، وروض الجمال العذب ..
فلا مكان للشاعرية في عالمٍ تكون فيه المعدة هي كل الطرق لارضاء الاخر …
ووعود ما قبل الزواج تقبع في خانة كلام الليل ، يمحوه النهار
Discussion about this post