يقول طفلٌ من غـ.زّة:
هناكَ نسيتُ ألعابي
تركتُ دفاتري غصبًا
تركتُ أحَبَّ أشيائي
هجرتُ ديارَ أحلامي
وصار الكونُ طوفانًا
أُؤثِّثُهُ بأشلائي ..
أنا طفلٌ تجرّدَ من طفولتهِ
ليرفع رايةَ الأقـ.صى
ويرسمَ وجهَ تاريخٍ
بهِ الأديانُ لا تُعصى
أنا طفلٌ بلا مهدٍ
يُربّي الآهَ في غـ.زّة
أنا طفلٌ وعائلتي
وقُودُ الحرب والنّارِ
ولا أكفانَ في وطني
لأستُرَ عُريَ أحزاني
وحيدًا صرتُ منْسيًّا
بلا أمٍّ، بلا أختٍ
تُرمِّمُ شرخ وجداني
فهلْ مِن ناصرٍ يسمعْ؟
وهل مِن مُقلةٍ تدمعْ؟
وأينَ العدلُ يا ربّي؟!
بِكيسٍ واحدٍ أجمعْ
بقاياهُم؟!
أكُفُّ شقيقتي الصّغرى
مؤونةَ حقدِ ذاكرتي
على الأعداءْ
وحيدًا صرتُ يا ربّي
وهلْ لسواكَ ذي الشّكوى؟!
وحتّى الماءْ
يخونُ ودمعتي جفّتْ
ولا أمطارَ تُنصفني
أنا زيتونةٌ نَبَتتْ
على أنقاضِ خيبتها
جذوري بعدُ باقيةٌ
تغذَّتْ مِن أحِبّتها
فخُذْ ما شئتَ من لُعَبي
نسيتُ طفولتي طوعًا
عشقت الموتَ من غضبي
كبرتُ وفي دمي كبرتْ
مُقاومتي
ولن أنسى ولن أصفحْ
أنا السّكّينُ إذ يجرحْ
أنا الطّوفان في الأقـ.صى
ولي حلمٌ
به الرحمن قد أَوصى
وضعتُ بكيس ألعابي
رُفاةَ أحبّتي جمْعًا
دفنتُ طفولتي معهم
نفضتُ الحزنَ عن جسدي
فلي ثأرٌ
مُحالٌ قبلُهُ أرحلْ!
فلا تسألْ…..
بقلم الشاعرة رشا مكي لبنان
Discussion about this post