Your Content Goes Here
فِي مُفْتَرَقٍ قَدِيمٍ
هَذَا العَالَمُ البَائِسْ
لا يَمْلِكُ مِعْطَفًا
كَي يَتَّقي بَرْدَ الشِّتَاء القَادِم..
لا يَمْلِكُ ثَمَنَ رَغيفٍ
لِطْفْلٍ أَنْهَكَهُ الجُوعْ..
يَبْحَثُ عَن أُمِّهِ بَيْنَ رُكَامِ الوَقْتِ
وفَوْضَى الحُزْنِ..
قَادَةُ الحَرْبِ
هُمْ ذَاكِرةُ المَوْتِ البَطِيء،
الحَيَاةُ هُنَا تَرْكُضُ
فِي طَرِيقٍ طَويلٍ،
والضَّحْكَة الجَوْفَاء
لا يَسْمَعُ صَدَاها أَحَدٌ..
مَنْ سَيَسْتَمِعُ إِلى المُوسِيقَى
فِي قَلْبِ الليلِ
لا الضَّوءُ هُنَاك يَمْتَدُّ نَحْوَ خَرابِ الأَرْض،
ولا حُلْم يَلْفُظُنَا إِليه..
مَوَاعِيدُ الفَرَحِ
تَتَغَيَّرُ كُلَّمَا هَرَبَ الشِّعر مِنّا
إلى فَرَاغٍ غريبْ
حِينَ يَسْقُط وَطَنٌ
مِن نَزِيفِ العَابِرين عَلَى الجُرْحِ
يَفْقِدُ صَوْتُ الكَمَنْجَةِ عُرْيَه
فِي الزِّحَامِ
يَبْحَثُ عَن عُزْلَتِهِ فِي مُدُنٍ
لا يَسْكُنُهَا الليلُ،
ثُمَّ يَقْتَرِفُ فيها حُضورَهُ
المُوحِش فِي النَّسَيان..
مَا يُؤْلِمُنِي كَاِمْرَأَةٍ..
حِينَ يَلوذُ الصَّباحُ بالفرارِ
أبْحَثُ فيه عَنِ الشَّمْسِ
فِي مُفْتَرَقٍ قَدِيمٍ،
يُؤَدِّي إِلى نُورٍ هَزِيل..
المَسَاءُ يَتَّسِعُ لِعُصُورِ المَاءِ
يَكْتُبُ نَصَّهُ الموغلَ
فِي شَجَرٍ بَعِيدٍ.
يَسْتَعِيدُ لَوْنَهُ..
مِن نَهَارٍ طَوِيلٍ
قَدْ مَضَى….
بقلم الشاعرة مفيدة بلحودي …. تونس
Discussion about this post