بقلم الأديبة داليا السبع
ما ضير أن يكون لدى كل منا حياة موازية يبدو أن مصطلح (حياة موازية) يحضر وبقوة وكثافة في هذه المرحلة التشكيلية من عمر العصر الحالي، إذ تتعدد و تتنوع المفردات و التوصيفات المرتبطة بهذا المصطلح تلامس العديد والكثير من الأشكال والمستويات فهنالك العوالم الموازية، والأكوان الموازية، والكتب الموازية، والنسخ الموازية والتي نقصد الحديث عنها في مقالنا لليوم.
دعونا نطرح هذا السؤال الملتبس هل هناك نسخاً موازية لكل منا في هذه الحياة؟!
إن الحديث في هذا الموضوع يتعدد و يتشعب و يأخذ مناحي عديدة سنحاول أن نتناولها بطريقة مباشرة مبسطة بحيث لا تتخطى النقاط بعضها.
نعيش أكثر من حياة ونحمل في مخييلتنا الواسعة أكثر من نسخة لنا تحمل شيئا منا لأسباب وظروف عديدة مختلفة و متباينة بعضها بإختيارنا والبعض الأخر فرضته الظروف المحيطة سواء شخصية أو مجتمعية علينا، نتلبس العديد من الشخصيات والوجوه الموازية التي تتشظى و تتمايز فتكون عدة أشخاص في جسد واحد العديد من النسخ الموازية في أفكارنا ومزاجنا وتوجهاتنا وردود أفعالنا كما لو كنا ( مجموعة إنسان) ولا نتحدث هنا عن الأمراض النفسية وانفصام الشخصية أو تعدد الشخصيات المرضي إنما أتحدث عن حقيقة واقعة باتت أقرب إلى الطبيعية فرضتها الظروف المختلفة على كل منا في تعاملاته المحيطة مع الأخر على كافة الأصعدة.
الوجوه والنسخ الموازية
حيلة عبقرية مارسها الإنسان منذ أيامه الأولى على الأرض دون أن ندري محاولة للتكيف و التعايش ليستطيع مقاومة الظروف المختلفة مع الواقع أقنعة موازية، نسخ موازية سمها كما يحلو لك هي الكثير والكثير من الملامح والتفاصيل التي استخدمها الإنسان ومازال يستخدمها لضمان استمرارية وجوده في الحياة، هل لجوء الإنسان لا إراديا أو إراديا لفكرة النسخ الموازية من الشخصية جائزة أم غير جائزة، أخلاقية أم تفتقر للأخلاق؟! كيفية تأثيراتها النفسية على الشخصية الموازية نفسها، لابد من مناقشات صريحة وجريئة كون أنها القناعة التي يحملها الأغلبية، إن لم يكن الجميع مع وجود قناعة أخرى ملحة لدى كل منا وهى أن الإنسان يجب أن يحمل وجهاً واحداً صريحاً لا يتغير، تماماً كما لو كان بصمة فريدة نسخة واحدة لا تتكرر، صورة ثابتة محددة الملامح.
عندما لا تتحقق هذه الشروط
يتهم الإنسان بالغش والتقليد
الجمود وعدم القدرة على الإبداع والسلبية واللجوء إلى التحايل وتلبس الأخر واقتناء الأقنعة ومحاولة لإنقاذ الذات المتجمدة الغير قادرة على التكيف والتعايش بصورة الواحد الصحيح.
حينما يعحزنا التفكير في كون لماذا لا توضع الأمور هكذا
أن نكون وجهاً واحداً خالياً من التعابير والملامح أو أن نكون مجموعة من الوجوه التي تمتلك الكثير من الأقنعة
ما المشكلة في وجود حياة/نسخ موازية لكل منا.
Discussion about this post