واستكان الكلم في الآفاق

* ..واستكان الكلم في الآفاق —

إلى من ذرفوا أوّل اللّيل أنينَهم
بعد أن عاقروا أقداحا توهّجت
فاستكان الكلم في الآفاق
أوصيكم — عن تجربة —
لا تجعلوا أنفسكم إن أنّت فزِعت
لا تخطّوا حكايات المحبّة على ذاكرة الزّمان
قبل أن تسألوا عن مسار رحلة الأحبّة
وإلاّ ، لمن ترفعون الآذان ؟!
ومن سيقيم الصّلاة
إن مضت قوافلهم …؟!
إلى الأنقياء الذين يتقلّبون بين بوح ونغم
يرافقهم دفء الشّتاء ،
وبرق ، وغيمة …
إلى الذين تعدِّلُ أمزجتَهم قهوةٌ بلا سكّر
اكتبوا أشعارا كأشعاري
اكتبوها بصمغ * سجسجيّ
لينعم بها من استظلّوا بصفصافة
ومن أقاموا بين الغيوم
يا غصنيَ الأخضر الذي أتباهى به أمام جوائح تتربّص بي !!
يا من استطاع معي صبرا
فسكن بذي الفؤاد وذي الرّوح
وجعل تسابيحي تباشير طيب آتٍ
يا من استطاع معي صبرا
لمثلنا لان الصّبر
ولمثلي يركن النّور في محراب تهجّدي
حتّى شيّدنا بنياننا مرصوصا
كما يشيّد الزّاهد الورِع قصرا على الضّفة الأخرى
ها أنا خلعت عنّي ما تيسّر من طبائع البشر
وتيمّمت بحرف عميق
كي لا تجزع نفسي وإن يوما أنّت
وإذا ما قامت القيامة
ونودينا — يا صنوي —
لنشهد الميزان
دون ان نتوه بين دهشة
وحرارة الأسئله
سنتجلّى كبدر
ولا يسقط نخيل القلب
فنحن منذ البدء ، رسالة تعفّف

بقلم روضة بوسليمي …. تونس