بقعـــــــة ضـــــوء …
استراتيجيات القـــــوة الناعمة
مؤسساتها وابعادها الدوليـــة
بقلـــــــم :
لميــــــاء العامريــة
قـــد يبـــدو عنــوان المقال غريبا بعض الشيء ، وقد يكون مألوفا عند البعض من المتخصصين في استراتيجيات العالم ، والقوى الاقتصادية العالمية ومؤسساتها المختلفة ..
وقد يرى الكثير ان مضمون الطرح بعيد عن الواقعية ، او انه محض نظريات او فلسفات تتسم بالارهاصات الفكرية لسبب غير واضح …
وهنا اضع بين ايدي القرّاء بعض الصور والنماذج لامثال القوة الناعمة ومدى تأثيرها وارتباطها العميق بالسياسة والاقتصاد والاجتماع وغيرها ..
كـــــرة القــــــدم … مسابقات الجمال العالمية .. مسابقات الاعمال السينمائية وغيرها .. والعديد من المسابقات العالمية وبمختلف تسمياتها وتوجهاتها ..
وهنا سأتناول كـــرة القـــدم باعتبارها الرياضة الاكثر شعبية في العالم .. او الرياضة الجماهيرية الاكثر انتشارا في العالم .
يعود تاريخ لعبة كرة القدم الى عصور قديمة ، عرفها الصينيون واليونان ، والرومان وغيرهم ، وان كانت بشكل مختلف عن عصرنا ..
بشكلها المعاصر يعتبر تشارلز جوديير صاحب براءة اختراع كرة القدم المطاطية في العام 1836 م هو اول من صنعها وابتكرها في بريطانيا ، والتي بدورها تعتبر اول دولة في العالم من لعبت بهذه الكرة واول من اسس اتحادا للكرة في العالم ..
تحولت هذه اللعبة الى دول المستعمرات البريطانية عن طريق الجيش وبدء انتشارها الواسع حتى وصلت الى ما وصلت اليه اليوم ..
الكرة الساحرة ، ولعبة الساحة المستديرة اصبحت اداة مهمة في السياسة والاقتصاد ، والمقصود هنا بالسياسة العالمية حتى غدت كما يقال عنها بأنها ( افيون الشعوب ) وذلك لقوة تأثيرها في استقطاب توجهات الشعوب بعيدا عن القضايا المصيرية ، او القضايا الدولية والوطنية .. ما يعتبر نوعا من التغييب والتشتيت الفكري للجماهير ، كما انها تلعب دورا رئيسا في الادارات السياسية العالمية والاقليمية .. وتصل في بعض الدول ك ايطاليا وغيرها في ثلاثينات القرن الماضي اداة فاعلة في الوصول لسدة الحكم ، كما حدث مع الرئيس الايطالي موسوليني وحزبه الفاشي آنذاك .
ولا يخفى على الاذهان ما تلعبه هذه الكرة في تأجيج الازمات والصراعات بين دول المنطقة تصل الى الصراع العسكري وهو ما حدث اثر مباراة بين بورما والهندوراس ، وما تثيره من نعرات قومية او طائفية بين الدول حينا وبين الشعب الواحد حينا آخر ..ناهيك عن حالة التعصب والتطرف الذي يتسم بعض مشجعي هذا الفريق او ذاك ..
الاكثر خطورة هو سياسة المؤسسات التي تدير هذه اللعبة من خلال الاتحاد العالمي للكرة ومن يقف وراءها من القوى العالمية ..!!!!!
سياسة الازدواجية التي تتبعها مع قضايا الامة العربية وقضيتها المصيرية والتي تقضي بعقوبات تصل الى انهاء عقود اللاعبين بسبب مواقفهم العربية الوطنية ، في المقابل تغض الطرف عن الطرف المقابل ومواقفه العدائية من امتنا ..
عالميا نجد هذا مع دول اخرى وهنا اشارة الى روسيا ومقاطعة انديتها الرياضية واستبعادها من البطولات العالمية بسبب حربها مع اوكرانيا .. ولانجدها تتخذ نفس الموقف مع الكيان المحتل وحربه الشرسة ضد ابناء شعبنا في فلس // طين ..
اما القوة الناعمة فتتضح معالمها من خلال شراء الاندية العالمية وتعزيز موقفها بين دول القوى الاقتصادية ، فالعديد من مشايخ دول الخليج يمتلكون اندية عالمية ما يعزز موقفها ومكانتها بين اقتصاديات العالم الكوني وما يعنيه من ابعاد سياسية ظاهرة وباطنة .. ولا يغيب عن الاذهان استضافة قطر لبطولة العالم وما تبع ذلك من نتائج ومعطيات سياسية واقتصادية تخضع لمنظومة تعدد المصالح ومنافذها ..
الغريب ان الجماهير الكروية تجهل تماما هوية وجنسية مالكي الاندية العالمية .. وهذا ما يجعل الجميع اداة فاعلة لدعم هذه القوى …
لعبة السياسة العالمية واستراتيجياتها اكبر واخطر مما يتبادر للاذهان .. انها الاصابع الخفية التي تحرك الدمى كيف ومتى شاءت .. وحتى من خلال منظومتها الاعلامية التي تلعب دورا رئيسا في تفتيت الفكر الغربي ولحمته القومية والوطنية فاللعبة اكبر مما نظن انها لعبة وبطولات وكؤوس تدار على قفانا …
Discussion about this post