بالأمسِ كنتُ ولمْ أزلْ
أهوى الطريقَ الى البيوتْ
كنّا نطيرُ سحائباً جذلى ويخذلنا السكوتْ
نبكي ونضحكُ والمنى تقتادنا
حتى نموتْ
ونلِّفُ حاراتِ التأرجحِ حاملينَ العمر
تفّاحاً وتوتْ
نجري كريحِ اللهِ من مصرَ
إلى ألقِ الدُنا (بيروتْ)
……….
بالأمسِ كنتُ طفلةً تبكي على الأسوارْ
أرى سماءَ غربتي مرسومةً
وظلّها في الدارْ إذا أطلَّ القمرُ المُزدانُ بالضياءِ يا أبتي
وحينما تُلبسني تنورتني … ألونُّ الشفاهَ بالحياةْ
ألعبُ بالخطوطْ …. وأشربُ الشطوطْ
يا أبتي وأنتَ تسقيني ندى الورودْ
واليومُ منْ كفّي جرتْ دماءْ
والشارعُ المهزومُ في صموتْ
وفوق جنحِ نسمةِ المساءِ يرتقي تابوتْ
…..
ماذا دهاكِ يا مدينةَ البهاءِ
يملؤكِ السكوتْ
مآذانُ اللهِ بلا أصواتْ
وكلُّ شيءٍ فيكِ إذْ يموتْ
يموووتْ
…..
أين مجدي ؟ أين جَدي أين أينْ
أين أحلامُ النهارْ
مظلمٌ كالليلِ يغدو … حائرٌ فيهِ المدارْ
ماتَ لا أدري … أموْتُ اللهِ أمْ كانَ انتحارْ
….
صوتُ القذائفِ مزّقَ الصمتَ الحزينْ
وغداً يصفّقُ في جنونْ
فيغتلي في الأفقِ نارْ
قُدسيتي … أينَ العراقُ
قدْ عاثَ فيهِ السيفُ منْ أهلِ التتارْ
بل أينَ سورِّيا .. وليبيا .. واليمن
لبنانْ أينَ الأَرز صارْ
وجنوبها يُسقى بنارْ
أين العروبةُ ؟ أينَ السودان ؟
كلها صارتْ دمارْ
قد قُلتَ لي يوماً :
حُدودُ مدينتي مثلَ السوارْ
صدّقتُ قولُكَ يا أبي
وزرعتُ زهرةَ إقحوانٍ في الجدارْ
لكنها الأقدارُ قضّتْ مضجعي
ليعيشَ قلبي في احتضارْ
ياقدسُ يابلدَ الرجولةِ والكرمْ
فأنا هنا كلِّي فداؤكِ والولدْ
وأنا هنا في مربضِ الأسدِ الهصورِ
يامصرُ يابلد النسورْ
بنتُ العروبةِ أنتِ لا تخشِ أحدْ
ملكاتُ عرشٍ للصمودْ
تبني رجالاً كالأسودْ …
ونساءُ تهدي الأقحوانَةَ
والأمومةَ والسندْ
كلمات
الشاعرة رضا عبدالوهاب
Discussion about this post